woensdag 26 oktober 2011

أمر نيابي: موظف بصفة "سائق" يرافق وفد النجيفي إلى سويسرا‏



بغداد 13 تشرين الأول/أكتوبر(آكانيوز)- حصلت وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) منمصادرها الخاصة، على نسخ من إيفاد الوفد النيابي العراقي برئاسة رئيس المجلساسامة النجيفي إلى سويسرا للمشاركة في أعمال الدورة الـ 125 للاتحاد البرلمانيالدولي.

وورد في الأمر أن موظفاً يعملبصفة "سائق" يرافق وفد النجيفيإلى سويسرا، وهو ما قد يثيرتساؤلاً عن جدوى استصحابموظف بصفة سائق للمشاركة فياجتماع دوري للاتحاد البرلمانيالدولي.

الأمر النيابي الذي حصلت عليه(آكانيوز) يظهر في صفحته الأولىأن اثنين من أشقاء رئيس المجلس أسامة النجيفي يرافقونه في سفره إلى سويسراوهما محمد عبد العزيز محمد، وأحمد عبد العزيز محمد، ويعملان بصفة مستشارينفي مكتب رئيس مجلس النواب.

ويظهر الأمر النيابي أيضا في صفحته الأولى أن نجل النجيفي واسمه سنان اسامةعبد العزيز يرافق الوفد النيابي للمشاركة في أعمال الدورة الـ125 للاتحاد البرلمانيالدولي ويعمل بصفة سكرتير خاص لرئيس مجلس النواب.

وبحسب الأمر النيابي فإن النجيفي يرافقه إلى المملكة المتحدة البريطانية وهو عنوانالسفر الأول عضو في مجلس النواب إلى جانب 16 موظفا في مجلس النواب بينهمشخص يدعى إدريس محمد سعيد يعمل "سائقا" أقدم في مكتب نائب رئيس مجلسالنواب.

الأمر النيابي يشير إلى أن يكون عنوان السفر الثاني بعد العاصمة البريطانية لندن هوالمشاركة في أعمال الدورة الـ125 للاتحاد البرلماني الدولي التي تعقد في سويسرا،وسوف يلتحق بالوفد أربعة نواب آخرين في مجلس النواب العراقي ليصبح عددالمشاركين في الوفد 21 شخصا منهم رئيس مجلس النواب وخمسة نواب فقط.

وينوه الأمر النيابي في صحفته الثانية في الفقرة ثانيا إلى تاريخ إيفاد الوفد يكون من14 ولغاية 21 من الشهر الجاري























إبراهيم عيسى يكتب: العقلية المتفرجة

أجرت مؤسسة أمريكية دراسة عن الخبراء الذين ظهروا فى برامج شبكات الأخبار الأمريكية الرئيسية قبل أسبوع من ضرب أمريكا للعراق فوجدت الدراسة -والعهدة على العالم المفكر نعوم تشومسكى (أحد أهم ناقدى السياسة الأمريكية فى العالم ومعارض صلب لإسرائيل رغم يهوديته)- أن ثلاثة فقط كانوا ضد الحرب على العراق من بين ثلاثمئة وثلاثة وتسعين خبيرا استضافتهم المحطات، ثلاثة يرفضون من نحو أربعمئة يوافقون، إذن كان الاختيار منذ اللحظة الأولى متحيزا لمن يوافق، وكان الاختيار ساعيا كى يظهر الجميع فى درجة الإجماع على الحرب، ومن ثم استبعد من يقول كلاما مغايرا ومخالفا، وفى أى موضوع تافه أو جاد، محلى أو عالمى. ضع على التليفزيون وفى الصحف خبراء يكتبون ويقولون ويكررون نفس الكلام ودع الناس تشاهد وتقرأ وستصدق أى كلام فارغ ما دام يتكرر وما دام وحده على الساحة!!
لذلك عندما أجد الجميع تقريبا يتكلمون فى موضوع واحد بطريقة واحدة وبرأى واحد أشعر أن ثمة خطرا.
بمجرد ما ألاحظ أن ثمة «كورس» يغنى لحنا واحدا فى برامج التليفزيون المسائية أدرك أن ثمة مصيبة.
أسوأ ما يجرى فى حياتنا عندما نقول كلاما متشابها فى موضوع واحد وتكرره ست سبع برامج مع تمن تسع ضيوف أو ست سبع أعمدة رأى على عشرة مقالات فى يومين قل فيها أى أكاذيب فقط بإلحاح وبتكرار وبنفس الأفكار سوف يعتقد الناس أنها الحقيقة!!
هذا ما يجب أن يفهم القارئ أو المشاهد أن وراءه ربما خطة مرسومة (أو عشوائية) وأوامر موجهة ينفذها البعض بالتزام مدفوع، والبعض الآخر يتورط بحسن نية، والإعلام عموما ينتحر حين يمشى مع الرائجة وحين لا يشغل دماغه وحين ينفذ التعليمات، والجمهور يتم تشويش عقله وتشويه رأيه حين يستسلم لما يتردد ويصدقه، لأن معظم من يراهم فى التليفزيون يقولونه. القاعدة فى الإعلام أن الإلحاح هو طريق التأثير على الناس والكذبة عندما تكبر وتتكرر فإنها تتحول عند الأغلب الأعم من جمهور التليفزيون والصحف إلى حقيقة.
نفهم من كتاب الأكاديمى وعالم الاجتماع الأمريكى هربرت شيللر (المتلاعبون بالعقول) أنه عند وقوع أزمة فعلية أو كاذبة أو مفتعلة ينشأ جو هستيرى محموم بعيد تماما عن المعقولية، يؤدى إلى الإحساس الزائف بالطابع الملح للأزمة المترتب على الإصرار على فورية المتابعة، كما يؤدى إلى النفخ فى أهمية الموضوع، ومن ثم تكون الخطوة التالية هى إفراغه من أهميته ونتيجة لذلك تضعف قدرة الجمهور على التمييز بين درجات الأهمية، فالإعلان متلاحق السرعة عن تحطم طائرة، وعن هجوم إرهابى وعن جريمة ما واختلاس وعن إضراب وعن موجة الحر أو البرد يتحول العقل إلى غربال تصب فيه التصريحات والإعلانات، أقلها مهم وأكثرها لا أهمية له، وهكذا يبقى الجمهور فى دوامة من الأحداث والتدفق والإغداق، ولا يجد فسحة للتأمل والتفكير والتحليل، ويقدم إليه الوعى جاهزا، ولكنه وعى مبرمج ومعد مسبقا باتجاه واحد مرسوم، وعندما يجد البعض فرصة للتساؤل والشك فإنهم يتحولون إلى أقلية تفكر عكس التيار وتخالف المجموع العام، ويبدون مغفلين ومجانين ولا يفهمون، وقد يضطرون (وهذا ما يحدث غالبا) إلى إخفاء تساؤلاتهم وقناعاتهم وهاتف ضميرهم، ويتظاهرون بأنهم مثل كل الناس، ويقتلون بالتدريج ملكة التساؤل والضمير المزعج).
المشكلة عندما يصدق الناس كذب الإعلام وعندما ينساق الإعلام إلى غوغائية وغرائز الناس، هذا التضليل لا يختلف فى الدول الكبرى أو الصغرى ولا فى الصحافة المملوكة للدولة أو الصحف الخاصة، فيمكن للدول الكبرى أن تستخدم الإعلام فى لحظات الاحتياج الكبرى له وملّاك هذه المحطات بشكل أو بآخر وبدرجة أو بأخرى يخدمون نفوذهم ومصالحهم قبل أن يخدموا وطنهم، ثم هناك من يتصور أنه وطنى وصاحب رسالة، لكنه يحول بلده إلى جحيم لمجرد حماقة جاهلة يؤمن بها.
الأمر أنيل فى مصر، فوسائل الإعلام مملوكة مباشرة للدولة ومن يعمل بها موظف فى خدمتها وتحت أمرها ولا تُبرَّأ الصحف الخاصة والفضائيات ومواقع الإنترنت من اختلاط أهواء وأغراض (وأمراض) أصحابها أو القائمين عليها مع المادة التى يقدمونها للقراء أو المشاهدين، فينتهى الأمر بتزييف وعى وإضعاف مناعة النقد والتفنيد والتحليل للعقلية المتفرجة!
وقد تعتقد أن هذا كله انتهى بنهاية عصر مبارك ويقظة المصريين، لكن تصدمك نظرية المفكر البرازيلى «باولو فريرى» الذى يقول «إن الحكام لا يلجؤون إلى التضليل الإعلامى إلا عندما يبدأ الشعب فى الظهور -ولو بصورة فجة- كأصحاب إرادة، أما قبل ذلك فلا وجود للتضليل -بالمعنى الدقيق للكلمة- بل نجد قمعا شاملا، إذ لا ضرورة لتضليل المضطهدين عندما يكونون غارقين لآذانهم فى بؤس الواقع».
ما كان فى عصر إعلام مبارك كان قمعا إذن وما بعده يكون تضليلا!