woensdag 26 oktober 2011

أمر نيابي: موظف بصفة "سائق" يرافق وفد النجيفي إلى سويسرا‏



بغداد 13 تشرين الأول/أكتوبر(آكانيوز)- حصلت وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) منمصادرها الخاصة، على نسخ من إيفاد الوفد النيابي العراقي برئاسة رئيس المجلساسامة النجيفي إلى سويسرا للمشاركة في أعمال الدورة الـ 125 للاتحاد البرلمانيالدولي.

وورد في الأمر أن موظفاً يعملبصفة "سائق" يرافق وفد النجيفيإلى سويسرا، وهو ما قد يثيرتساؤلاً عن جدوى استصحابموظف بصفة سائق للمشاركة فياجتماع دوري للاتحاد البرلمانيالدولي.

الأمر النيابي الذي حصلت عليه(آكانيوز) يظهر في صفحته الأولىأن اثنين من أشقاء رئيس المجلس أسامة النجيفي يرافقونه في سفره إلى سويسراوهما محمد عبد العزيز محمد، وأحمد عبد العزيز محمد، ويعملان بصفة مستشارينفي مكتب رئيس مجلس النواب.

ويظهر الأمر النيابي أيضا في صفحته الأولى أن نجل النجيفي واسمه سنان اسامةعبد العزيز يرافق الوفد النيابي للمشاركة في أعمال الدورة الـ125 للاتحاد البرلمانيالدولي ويعمل بصفة سكرتير خاص لرئيس مجلس النواب.

وبحسب الأمر النيابي فإن النجيفي يرافقه إلى المملكة المتحدة البريطانية وهو عنوانالسفر الأول عضو في مجلس النواب إلى جانب 16 موظفا في مجلس النواب بينهمشخص يدعى إدريس محمد سعيد يعمل "سائقا" أقدم في مكتب نائب رئيس مجلسالنواب.

الأمر النيابي يشير إلى أن يكون عنوان السفر الثاني بعد العاصمة البريطانية لندن هوالمشاركة في أعمال الدورة الـ125 للاتحاد البرلماني الدولي التي تعقد في سويسرا،وسوف يلتحق بالوفد أربعة نواب آخرين في مجلس النواب العراقي ليصبح عددالمشاركين في الوفد 21 شخصا منهم رئيس مجلس النواب وخمسة نواب فقط.

وينوه الأمر النيابي في صحفته الثانية في الفقرة ثانيا إلى تاريخ إيفاد الوفد يكون من14 ولغاية 21 من الشهر الجاري























إبراهيم عيسى يكتب: العقلية المتفرجة

أجرت مؤسسة أمريكية دراسة عن الخبراء الذين ظهروا فى برامج شبكات الأخبار الأمريكية الرئيسية قبل أسبوع من ضرب أمريكا للعراق فوجدت الدراسة -والعهدة على العالم المفكر نعوم تشومسكى (أحد أهم ناقدى السياسة الأمريكية فى العالم ومعارض صلب لإسرائيل رغم يهوديته)- أن ثلاثة فقط كانوا ضد الحرب على العراق من بين ثلاثمئة وثلاثة وتسعين خبيرا استضافتهم المحطات، ثلاثة يرفضون من نحو أربعمئة يوافقون، إذن كان الاختيار منذ اللحظة الأولى متحيزا لمن يوافق، وكان الاختيار ساعيا كى يظهر الجميع فى درجة الإجماع على الحرب، ومن ثم استبعد من يقول كلاما مغايرا ومخالفا، وفى أى موضوع تافه أو جاد، محلى أو عالمى. ضع على التليفزيون وفى الصحف خبراء يكتبون ويقولون ويكررون نفس الكلام ودع الناس تشاهد وتقرأ وستصدق أى كلام فارغ ما دام يتكرر وما دام وحده على الساحة!!
لذلك عندما أجد الجميع تقريبا يتكلمون فى موضوع واحد بطريقة واحدة وبرأى واحد أشعر أن ثمة خطرا.
بمجرد ما ألاحظ أن ثمة «كورس» يغنى لحنا واحدا فى برامج التليفزيون المسائية أدرك أن ثمة مصيبة.
أسوأ ما يجرى فى حياتنا عندما نقول كلاما متشابها فى موضوع واحد وتكرره ست سبع برامج مع تمن تسع ضيوف أو ست سبع أعمدة رأى على عشرة مقالات فى يومين قل فيها أى أكاذيب فقط بإلحاح وبتكرار وبنفس الأفكار سوف يعتقد الناس أنها الحقيقة!!
هذا ما يجب أن يفهم القارئ أو المشاهد أن وراءه ربما خطة مرسومة (أو عشوائية) وأوامر موجهة ينفذها البعض بالتزام مدفوع، والبعض الآخر يتورط بحسن نية، والإعلام عموما ينتحر حين يمشى مع الرائجة وحين لا يشغل دماغه وحين ينفذ التعليمات، والجمهور يتم تشويش عقله وتشويه رأيه حين يستسلم لما يتردد ويصدقه، لأن معظم من يراهم فى التليفزيون يقولونه. القاعدة فى الإعلام أن الإلحاح هو طريق التأثير على الناس والكذبة عندما تكبر وتتكرر فإنها تتحول عند الأغلب الأعم من جمهور التليفزيون والصحف إلى حقيقة.
نفهم من كتاب الأكاديمى وعالم الاجتماع الأمريكى هربرت شيللر (المتلاعبون بالعقول) أنه عند وقوع أزمة فعلية أو كاذبة أو مفتعلة ينشأ جو هستيرى محموم بعيد تماما عن المعقولية، يؤدى إلى الإحساس الزائف بالطابع الملح للأزمة المترتب على الإصرار على فورية المتابعة، كما يؤدى إلى النفخ فى أهمية الموضوع، ومن ثم تكون الخطوة التالية هى إفراغه من أهميته ونتيجة لذلك تضعف قدرة الجمهور على التمييز بين درجات الأهمية، فالإعلان متلاحق السرعة عن تحطم طائرة، وعن هجوم إرهابى وعن جريمة ما واختلاس وعن إضراب وعن موجة الحر أو البرد يتحول العقل إلى غربال تصب فيه التصريحات والإعلانات، أقلها مهم وأكثرها لا أهمية له، وهكذا يبقى الجمهور فى دوامة من الأحداث والتدفق والإغداق، ولا يجد فسحة للتأمل والتفكير والتحليل، ويقدم إليه الوعى جاهزا، ولكنه وعى مبرمج ومعد مسبقا باتجاه واحد مرسوم، وعندما يجد البعض فرصة للتساؤل والشك فإنهم يتحولون إلى أقلية تفكر عكس التيار وتخالف المجموع العام، ويبدون مغفلين ومجانين ولا يفهمون، وقد يضطرون (وهذا ما يحدث غالبا) إلى إخفاء تساؤلاتهم وقناعاتهم وهاتف ضميرهم، ويتظاهرون بأنهم مثل كل الناس، ويقتلون بالتدريج ملكة التساؤل والضمير المزعج).
المشكلة عندما يصدق الناس كذب الإعلام وعندما ينساق الإعلام إلى غوغائية وغرائز الناس، هذا التضليل لا يختلف فى الدول الكبرى أو الصغرى ولا فى الصحافة المملوكة للدولة أو الصحف الخاصة، فيمكن للدول الكبرى أن تستخدم الإعلام فى لحظات الاحتياج الكبرى له وملّاك هذه المحطات بشكل أو بآخر وبدرجة أو بأخرى يخدمون نفوذهم ومصالحهم قبل أن يخدموا وطنهم، ثم هناك من يتصور أنه وطنى وصاحب رسالة، لكنه يحول بلده إلى جحيم لمجرد حماقة جاهلة يؤمن بها.
الأمر أنيل فى مصر، فوسائل الإعلام مملوكة مباشرة للدولة ومن يعمل بها موظف فى خدمتها وتحت أمرها ولا تُبرَّأ الصحف الخاصة والفضائيات ومواقع الإنترنت من اختلاط أهواء وأغراض (وأمراض) أصحابها أو القائمين عليها مع المادة التى يقدمونها للقراء أو المشاهدين، فينتهى الأمر بتزييف وعى وإضعاف مناعة النقد والتفنيد والتحليل للعقلية المتفرجة!
وقد تعتقد أن هذا كله انتهى بنهاية عصر مبارك ويقظة المصريين، لكن تصدمك نظرية المفكر البرازيلى «باولو فريرى» الذى يقول «إن الحكام لا يلجؤون إلى التضليل الإعلامى إلا عندما يبدأ الشعب فى الظهور -ولو بصورة فجة- كأصحاب إرادة، أما قبل ذلك فلا وجود للتضليل -بالمعنى الدقيق للكلمة- بل نجد قمعا شاملا، إذ لا ضرورة لتضليل المضطهدين عندما يكونون غارقين لآذانهم فى بؤس الواقع».
ما كان فى عصر إعلام مبارك كان قمعا إذن وما بعده يكون تضليلا!

dinsdag 16 augustus 2011

روبرت فيسك : البحرين أصبحت أرضا خاضعة للبلاط السعودي



15/08/2011

مقالة للصحافي الشهير روبرت فيسك نشرت في صحيفة الاندبندنت البريطانية
هل جُنَّ جنون عائلة آل خليفة؟ في الأمس بدأت العائلة المالكة البحرينية بمحاكمة غير نزيهة على ‏الإطلاق لثمانية وأربعين جرَّاحاً وطبيباً ومسعفاً وممرِّضاً تحت تهمة محاولة إسقاط النظام الملكي ‏الوضيع في هذه الإمارة التي تحكمها الأقلية السنيَّة.الأشخاص المتَّهمون الذي مثلوا أمام هذه المحكمة ‏العسكرية التي هي غير عادلة بشكل صارخ، هم بالطبع أفراد من الغالبية الشيعية في البحرين. وبما ‏أنَّني كنت شاهداً على جهودهم البطوليَّة التي قاموا بها لإنقاذ أرواح الأشخاص في شهر فبراير؛ يمكنني ‏أن أقول -ودعنا نتكلَّم بصراحة كما يطلب حكَّام البحرين عادةً- بأنَّ هذه التهم هي حزمة من الأكاذيب. ‏

الأطباء الذين رأيتهم كانوا قد سبحوا في دماء مرضاهم وهم يحاولون بيأسٍ أن يوقفوا نزيف الدماء من ‏الجروح التي سببها الرصاص الذي أطلقه الجنود ورجال الشرطة البحرينيون بدمٍ باردٍ على المتظاهرين ‏المؤيدين للديمقراطيَّة، هؤلاء الأطباء هم الآن تحت المحاكمة. لقد رأيت رجال شرطة مسلَّحين وهم ‏يرفضون السماح لسيَّارات الإسعاف بالتقاط الجرحى من الشوارع التي تمت مهاجمتهم فيها.‏

هؤلاء الأطبَّاء والممرِّضين هم نفسهم الذين وقفت إلى جانبهم قبل أربعة أشهرٍ في غرفة الطوارئ ‏بمستشفى السلمانيَّة، البعض منهم كان يبكي كلما حاول معالجة الإصابات التي سبَّبها الرصاص والتي ‏لم يسبق لهم أن رأوا مثلها من قبل.‏

أحدهم سألني "كيف يمكنهم القيام بهذا لهؤلاء الناس؟ .. نحن لم نتعامل مع إصابات بليغة مثل هذه ‏مسبقاً"، وبجانبنا كان هناك رجلٌ مسلتقٍ وفي صدره وفخذه إصابات سبَّبها الرصاص، وكان هذا الرجل ‏يسعل دماً على أرضيَّة المستشفى.‏

الجرَّاحون كانوا خائفين من أنَّهم لا يملكون المهارات اللازمة لإنقاذ هؤلاء الضحايا الذين خلَّفهم عنف ‏الشرطة، أما الآن فالشرطة تتَّهم الأطبَّاء والطاقم الطبِّي بقتل المرضى الذين هم أنفسهم من أصيبوا ‏بالرصاص الذي أطلقته الشرطة عليهم.‏

كيف يمكن لهؤلاء اللطفاء من الرجال والنساء العاملين في المجال الطبِّي أن يحاولوا أن "يسقطوا" ‏النظام الملكي؟

فكرة أن هؤلاء المتهمين الـ 48 مذنبون بمثل هذه التهمة الخطيرة ليست فكرةً غير معقولةٍ فحسب؛ بل ‏هي فكرةٌ مجنونة، هذا الاتهام هو محرَّف تماماً عن الحقيقة، بل هو نقيض الحقيقة، الحقيقة التي تقول ‏بأن الشرطة كانت تطلق النار على المتظاهرين من المروحيَّات. ‏

فكرة أن امرأةً وطفلاً ماتا لأن الأطباء رفضوا أن يقدموا لهما العلاج هي فكرة من وحي الخيال. ‏المشاكل الوحيدة التي واجهها الطاقم الطبي في مستشفى السلمانيَّة -وأقولها مجدَّداً؛ أنا كنت شاهداً ‏هناك، وعلى عكس سلطات الأمن البحرينيَّة أنا لا أقول الأكاذيب- كانت من رجال الشرطة الوحشيين ‏الذين منعوا المرضى من الحصول على الرعاية الطبيَّة. ‏

في الحقيقة؛ عائلة آل خليفة ليست مجنونة بالتأكيد، وكذلك الأقليَّة السنيَّة في البحرين ليست طائفيَّة أو ‏سيئة بشكل جوهري. الحقيقة واضحة لكل من هم البحرين؛ وهي أن السعوديين هم من يدير البلاد ‏حاليَّاً. السعوديُّون لم يستلموا على الإطلاق دعوةً من ولي العهد البحريني الذي يُعَدُّ رجلاً محترماً ‏لإرسال جنودهم لدعم قوات الأمن البحرينيَّة، بل هم قاموا ببساطة بغزو البلاد ثم استلموا بعد ذلك دعوةً ‏متأخِّرة. ‏

ما تَبِعَ دخول الجنود السعوديين من الدمار الذي حلَّ بمساجد الشيعة القديمة في البحرين كان مشروعاً ‏سعوديَّاً، وهو شيءٌ متوافقٌ تماماً مع كراهيَّة السعوديَّة -التي تمتلك نمط حركة طالبان- لكل ما هو ‏شيعي. سألت أحد أعضاء الديوان الملكي البحريني في شهر فبراير الماضي حول إمكانيَّة أن يصبح ‏رئيس الوزراء البحريني منتخباً من قبل الشعب، فأجابني: "السعوديُّون لن يسمحوا لهذا أن يحدث". ‏وهم بالطبع لن يسمحوا لهذا أن يحدث؛ لأنهم هم من يسيطر على البحرين حاليًّاً، ولهذا السبب تتم ‏محاكمة الأطباء وهو الشيء الذي ينتمي إلى الأسلوب السعودي. ‏

البحرين لم تعد مملكة تحكمها عائلة آل خليفة، بل هي أصبحت أرض خاضعة للبلاط السعودي، ‏أصبحت مقاطعة ضمتها السعوديَّة إلى أراضيها، أصبحت ولاية بحجم الجيب منتمية للسعوديَّة بشكل ‏خفي، ويجب على جميع الصحفيين في المستقبل أن يستخدموا هذا الوصف في تقاريرهم عنها: المنامة، ‏البحرين المحتلَّة. ‏

zaterdag 16 juli 2011


السبت, 16 تموز/يوليو 2011 15:10







[بغداد - أين]

تعرض النائب عن ائتلاف دولة القانون أحمد العباسي لسرقة حذائه هذا اليوم .

وذكر مراسل وكالة كل العراق [أين] أنّ " النائب أحمد العباسي أكد سرقة حذائه بعد دخوله الى المصلى في مجلس النواب ".

وأضاف أنّ" النائب العباسي قد بقي داخل المصلى لحين جلب حذاء جديدة له ".

يذكر أنّ هذه الحادثة الثانية من نوعها بسرقة حذاء النواب حين دخولهم للمصلى . انتهى2-ص

woensdag 25 mei 2011

ملايين دولار من السعوديه مكافأه نهايه الخدمه لعمرو موسى 5



25-05-2011 14:02 

كشفت تقارير صحفية أنه في سابقة هى الأولى من نوعها رصدت السعودية 5 ملايين دولار كمكافأة لعمرو موسى في نهاية خدمته كأمين عام لجامعة الدول العربية. 

وكشفت تصريحات صحفيه ايضا إن موسى نجح فى دفع مجلس الجامعة إلى الموافقة على المبلغ الاستثنائى خلال اجتماع القمة العربية العام الماضى ، علما بأن الجامعة ستقوم بدفع مبلغ 650 ألف دولار لموسى كمكافأة لنهاية خدمته عند تسليمه المنصب للوزير نبيل العربي فى يوليو المقبل


maandag 23 mei 2011

عقائد التحشيش والإجرام

قراءة في دفاتر الفكر الانتحاري المتطرف

كاظم الحمامي

كنت ولازلت من المهتمين بعلم اللسانيات, وأجد متعة كبيرة في التحليق في فضاءات بعض المفردات اللغوية, والبحث في خصائصها وتراكيبها, لمعرفة درجات التشابه والتباين فيما بينها, وشاءت الصدف أن اجتمع في يوم من الأيام بالأستاذ الدكتور (سامي الديراوي), وكنا نتحدث في موضوع آخر عن تطابق السلوك الفطري العام عند الحيوانات (آكلة الحشائش), وتوحدها في رفض تناول أوراق النباتات المنتجة للثمار والأزهار والعصارات المخدرة, فتطرقنا إلى قطعان الماعز المعروفة بشراهتها في ابتلاع أوراق الصحف وأقمشة الملابس وأكياس النايلون, لكنها على الرغم من شراهتها لا تقترب من نباتات الخشخاش, وتتجنب قضم أزهار الأفيون, وكأنها تدرك سلفا خطورة الإدمان على المخدرات, وتتجنب الوقوع تحت تأثيرها, ثم تحدثنا عن الخصائص العجيبة لشجيرات الأفيون والقنب, وقدراتها في النمو والتعايش حتى في الأوساط البيئية غير الملائمة, فهي شجيرات شيطانية تنبت في كل أرض, فقال لي الدكتور (سامي): أتدري ما اسمها باللغة الهندية ؟, أنهم يسمونها: (بنا هيا), أو (بلا هيا). وهي كلمة عربية الأصل, تعني (بلا حياء) للدلالة على وقاحة هذه النبتة وشذوذها.


ثم أضاف لي معلومة في غاية الأهمية عن (مملكة الحشاشين), التي كانت تغذي أتباعها بالحشيش والمخدرات, وتجندهم لتنفيذ الغارات الانتحارية, التي كانت تستهدف تصفية الخصوم والأعداء من الملوك والوزراء والقادة عن طريق الاغتيال, وان كلمة (Assassin) بالانجليزية, وتعني الاغتيال خلسة أو غدرا, اشتقت من عقيدة جماعة الحشاشين, التي مارست الاغتيالات السياسية والعسكرية والدينية على نطاق واسع في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين,

فاستهوتني فكرة التعمق بالبحث في هذه المرحلة الغامضة من تاريخنا, وقررت مراجعة ما كتبه (برنارد لويس) عن الحشاشين, و(أصول الإسماعيلية), وما كتبه الغزالي عن فضائح الباطنية, وما كتبه ابن الجوزي في (المنتظم), فعرفت أن الحشاشين ينتمون إلى طائفة إسماعيلية نزارية, تمردت على الأنظمة السائدة آنذاك, لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله الفاطمي, وأن مؤسسها هو (الحسن بن الصبّاح), وهو عربي تنحدر أصوله من اليمن من (حميّر), وكانت ولادته في (قم) الإيرانية, لكنه تلقى ثقافته الدينية في الأزهر الشريف, وكان زميلا في إقامته بالقاهرة لصاحب الرباعيات (عمر الخيام) , و(نظام الملك), الذي صار وزيرا فيما بعد.

عاد الحسن بن الصبّاح إلى بلاد فارس بعد إكمال دراسته, ليؤسس نواة جماعة الحشاشين في قلعة حصينة, أطلق عليها اسم (قلعة الموت), وشيد فيها القصور المزدانة بحدائق ساحرة, تخترقها جداول صغيرة تفيض بالخمر واللبن والماء والعسل, وتملأها الطيور والأزهار, واشترى العديد من الفتيات الفائقات الجمال, فأسكنهن القلعة, وجلب لهن من يعلمهن فنون الشعر والرقص والغناء والعزف على الآلات الموسيقية, وعلمهن فنون الإثارة والمداعبة الجنسية, ووضع معهن طائفة من الغلمان المرد الحسان, ثم توسع في تشييد عشرات القلاع على النمط نفسه, مثل قلعة (تعليم العقاب), و(قلعة عش النسر).

نجح هذا الرجل في تهيئة البيئة الخدّاعة, وشرع بتشكيل عصاباته الانتحارية, مستقطبا حوله نخبة من الفتية الأشداء, الذين اقتنعوا واهمين بصلاحه, وبقدرته على تأسيس دولة إسلامية قائمة على أشلاء الإمارات السلجوقية والفاطمية الضعيفة, واعتمد في تمويله في بداية الأمر على الابتزاز والسطو المسلح والخطف وقطع الطرق, وكان أتباعه يطيعونه طاعة عمياء إلى درجة العبادة, وينفذون أوامره على الفور, ولا يترددون في الانتحار وقتل أنفسهم إن طلب منهم ذلك.

كان ولاؤهم المطلق له مرتبطا بأساليبه الخبيثة الملتوية في تدريبهم وإعدادهم وتهيئتهم, أساليب تعتمد على التشفير الذهني للعقل البشري, وترتكز على خطوات غسل الأدمغة, والتلاعب بعقول الفتية لتحقيق غايات وأهداف مخطط لها مسبقا. ويكمن سر هذا الولاء في جرعات الأفيون, التي كانوا يحصلون عليها, ثم يجري نقلهم بعد تخديرهم إلى المخادع السرية في فردوسه المخملي, ليجدوا فيه ما لذ وطاب من ملذات الدنيا وما تشتهي الأنفس, فيوهمهم انه أرسلهم إلى الجنة السماوية, التي يزعم انه يمتلك مفاتيحها, فيشاهدون بأم أعينهم الجنان التي تتراقص فيها الحوريات البلوريات العاريات على ارق الأنغام وأعذبها, فيستمتعون برفقة الجواري الحسان حتى يغمى عليهم تماما, ثم يعادون إلى ديوان زعيمهم ليطلب منهم بعد الإفاقة, إن أرادوا خلودا في الجنة التي أذاقهم جزءا من نعيمها, أن ينفذوا ما يطلبه منهم. فدربهم على فنون القتال الأعزل, وعلى استخدام الأسلحة الجارحة, ولا سيما الخناجر المسمومة, وعلمهم على أساليب الخداع والتمويه والغش والاختباء والتخفي بثياب المتصوفين والدراويش والشحاذين, والتسلل بين صفوف المصلين, وكانوا ينفذون عمليات الاغتيال المنظم بسرية تامة, ويقتلون أنفسهم إن وقعوا في قبضة الخصم قبل أن يبوحوا بكلمة واحدة.

يذكر ابن الجوزي في (المنتظم) حكاية مفادها أن زعيمهم الحسن بن الصباح التقى بمبعوثين من خصومه السلاجقة, وكانوا يطلبون منه التوقف عن دعم العمليات الانتحارية, والامتناع عن الاغتيالات السياسية, والرجوع عن دعوته, فرد عليهم بواقع حال فدائييه, الذين أذاقهم نعيم فردوسه, فاستدعى اثنين من فدائييه, وقال لأحدهم: هل تريد العودة إلى الفردوس والخلود فيها ؟, فأجاب الفتى: أن نعم, فقال له اذهب إلى أعلى البرج وألق بنفسك إلى الأرض, فانطلق الفتى برغبة طافحة, وجذل ظاهر, وارتقى البرج, وقذف بنفسه إلى الأرض, فوقع ميتا, ثم التفت إلى الفدائي الآخر ملوحا بالفردوس, وسأله: ألديك خنجر ؟, فأجاب: أن نعم, فقال له اقتل نفسك, فانتزع خنجره وغرسه في عنقه, وفار دمه, ثم خر صريعا. عندها قال ابن الصباح للمبعوثين: ابلغوا من أرسلكم أن عندي من هؤلاء عشرين ألفا هذا مبلغ طاعتهم.

كان الحشاشون يشكلون طائفة من الفدائيين الانتحاريين والقتلة المحترفين, نشروا الخوف والرعب والفزع في العالم الإسلامي, وكان شعارهم في بعض مراحلهم: (لا حقيقة في الوجود وكل أمر مباح), فانخرطوا في الفسوق والآثام والرذيلة, واسموا أنفسهم (المتطهرين).

اضمحلت نشاطات الحشاشين في القرن الثالث عشر الميلادي, لكنها لم تمت نهائيا, وكانت تتفجر بين الحين والآخر كما الفقاعات فوق سطوح الأحداث السياسية, التي مر بها تاريخنا الطويل, ولم تعد خططهم الانتحارية مقتصرة على الفرقة الإسماعيلية النزارية, خصوصا بعد أن تبنتها عدة تنظيمات إسلامية متطرفة في شرق الأرض وغربها, وظهرت علينا مجاميع من المتعصبين, الذين أعجبتهم أساليب الحشاشين الانتحارية, فقرروا تكرار تجربتهم, وانتهاج الطريق نفسه, فظهرت علينا اليوم نماذج مستنسخة من الحسن بن الصباح, نماذج مُخدرة بأقراص المودراكس, متنكرة بجلابيب جديدة, متمنطقة بالأحزمة الناسفة, متسلحة بمسدسات كاتمة الصوت, متأبطة مجموعة من العبوات اللاصقة, ليقفوا في الأسواق ساعة الذروة, فيفجروا أنفسهم وسط الزحام تحت تأثير المخدرات القوية, واهمين أنفسهم بأنهم سينتقلون مباشرة إلى الفردوس, مع علمهم المسبق بأنهم سيتسببون في إزهاق أرواح عشرات الناس الأبرياء, وظهرت علينا فتاوى تجيز للمكلفين بتنفيذ العمليات الانتحارية تعاطي المخدرات وأقراص الهلوسة, وشاهدنا دول محسوبة على الإسلام تخصصت بزراعة الأفيون والهيروين والماريغوانا والترياق في سهولها ووديانها وعلى سفوح جبالها, بل أنها تصدرت قائمة الدول المنتجة والمصدرة للمخدرات في الوقت الذي ماانفكت تتظاهر بإسلامها المتطرف المتعصب المتشدد.

ونقول لهؤلاء ولغيرهم أن الإسلام ارفع من أن تلوثه هذه العقائد الانعزالية الشاذة الغارقة في أوحال المخدرات, وأن رسالة الإسلام كانت ولا تزال من أسمى الرسالات السماوية الداعية إلى صفاء الذهن وسلامة الروح والجسد, والداعية إلى نقاوة القلب, ونظافة النية والسريرة, وأكثرها تضمنا للمبادئ الفاضلة والأخلاق الحميدة العظيمة, وأشدها رفضا للممارسات الوحشية المنحرفة, والأساليب الإجرامية الغادرة, فالمسلم من سلم الناس من يده ولسانه, ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

donderdag 19 mei 2011

جدل بقاء القوات الأمريكية – نقاش ام حرب نفسية؟ / صائب خليل

صائب خليل

نيويورك في الثلاثينات من القرن الماضي.. يدخل شاب انيق الملبس إلى محل البقالة ويسأل صاحب المحل إن كان يريد تأميناً ضد الحريق، فيجيبه الرجل أنه ليس بحاجة لذلك،

فليس هناك سبب لتوقع حصول حريق في محله. وبعد بضعة جمل مبهمة غير مباشرة، يفهم صاحب المحل أنه أمام رجل مافيا يهدده بحرق محله إن لم يدفع "الخاوة". بعد دقيقة تردد يلعب المسدس الذي يتعمد الشاب إبرازه من تحت قماش سترته، دوره في حسم القرار ويوقع صاحب المحل ورقة "التأمين ضد الحريق".

حين يعود إلى المنزل يقول لزوجته وكأنه يحاول إقناع نفسه: "من يدري، ربما نحن فعلاً بحاجة للتأمين ضد الحريق".

ليس الرجل ملاماً، فليس سهلاً على رجل أن يعترف بأنه خائف..إنها التركيبة الإنسانية منذ القدم ، ولازالت كماهي. رسول حمزتوف يخبرنا بحكمة داغستانية تقول: ما هو اشد المشاهد بشاعة؟ رجل يرتجف خوفاً. وما هو أشد منه بشاعة؟ رجل يرتجف خوفاً. وما هو أشد من ذلك بشاعة؟ رجل يرتجف خوفاً!

ينتظر من الرجل أن يكون شجاعاً مستعداً للتضحية، فذلك ما يؤمن سلامة عائلته، إنها حكمة الطبيعة. ورغم ذلك نتفهم موقف صاحب البقالة، فنموذج الرجل القادر على الإرتفاع فوق الخوف وهو يواجه هول المافيا، نادر. لا نستطيع أن نطالب أحد بأن يكون بطلاً، لكننا قد نطالب البقال أن يقول لزوجته "أسباب" موقفه بصراحة لتفهم ما يدور حول عائلتها من خطر، لا أن يخلق لها حججاً ويسميها "أسباباً".

"الأسباب" التي يطرحها دعاة بقاء القوات الأمريكية في العراق، أو حتى دعاة مناقشتها، ليس بينها ما يمكن ان يسمى سبباً، لكنها قد تصلح ان تكون حججاً لإقناع النفس على الأقل.

لم يكن الأمر مختلفاً قبل اكثر من عامين، ولعل "السبب" الذي قدمه وزير الدفاع العراقي للتوقيع هو "خطر القراصنة الصوماليين" الذين سيصعدون في شط العرب على ما يبدو، إن لم نوقع المعاهدة!

في البداية رفض المالكي توقيع ورقة "تأمين الحريق"، رغم تغيير نصوص العقد مرات عة، وتغيير اسمه إيضاً. لإقناعه، جاءوا له بضابط كبير في المافيا. وخرج المسدس من خلف قماش السترة وأطلق النار على النائب الدكتور صالح العكيلي، وارداه قتيلاً. غير الرجل رأيه أخيراً ووقع، وقال لنا أننا " بحاجة فعلاً إلى التأمين".

اليوم يعود الشاب الأنيق الى العراق يحمل وثيقة تأمين جديدة...ويتتالى ضباط المافيا الكبار لزيارة "محل البقالة".

يحاول من يريد التوقيع، ان يقنعنا، بأن "الحريق" يهددنا فعلاً ، ويبدو خائفاً بصدق من "الحريق"! فقد أقنع نفسه قبل أن يأتي ليقنعنا:

"ضروري لحماية الديمقراطية"..
" قواتنا لم تكتمل بعد" ...
"عليهم التزام أخلاقي"...
"ليست لدينا حماية لسمائنا"...
"الدعم اللوجستي"
"القاعدة"...
"البعث"...
"جيش المهدي"..
"صداقة أميركا ضرورية لنا" ...
"الإقتصاد"..
"الفصل السابع"
"ضمان ضد الإحتقان الطائفي" ..
"حمايتنا من دول الجوار"


(هذه قائمة مشتريات لا يجب أن نسمح للمحتل ان يغادرنا قبل أن يكملها لنا! ..يقول لنا المطالبون بالبقاء..)

ثم تسأل:
حماية الديمقراطية؟ أية ديمقراطية حمى هؤلاء؟ سفارة من، كانت تتدخل في العملية الإنتخابية وتضغط على المؤسسات الدستورية والقضائية؟

إكتمال القوات؟ ماذا يعني أن "تكتمل القوات"؟ هل هناك حدود تكتمل فيها القوات؟ من يطلب من إحتلال أن يكمل له قواته وكل شيء قبل رحيله؟

ملزمين أخلاقياً؟ ألست أنت الذي تبرر جرائم أميركا على قاعدة "لا اخلاق في السياسة"؟ فكيف تنتظر منهم تنفيذ التزام اخلاقي؟ متى فعل جيش احتلال ذلك؟

ومن الذي يهدد سماءنا؟ هل لدينا اراض تطالب بها دولة أخرى؟ أم أننا سنخوض قادسية لتحرير عربستان؟ أم أن القوات الأمريكية ستساعدنا على استعادة ما استقطعته وتستقطعه الكويت او السعودية أو الأردن، أحبة حامينا الجديد؟

قاعدة؟ أية قاعدة، وأي عفاريت صوماليين؟... يفترض بعشيرة كبيرة أن تخجل من الخوف من هؤلاء، فأية دولة هذه التي تخاف ان تترك وحيدة أمام هذه الأشياء؟

البعث؟ ومن الذي تفاوض مع البعث في اسطنبول رغما عن الحكومة، ومن الذي يفرض مصالحة البعث ومن دعم قائمة البعثيين الأولى؟

"جيش المهدي"؟ إنها مراوغة وكذبة كبرى، فقد قالوا أنه سيعود فقط في حالة بقاء الأمريكان وليس مغادرتهم...

صداقة؟ ولماذا "صداقة أميركا" لا تكون إلا بوجود بساطيل جيشها فوق كرامتنا؟ هل من صديق يشترط ما يهين كرامة صديقه ليقبله؟

الإقتصاد؟ هل عملوا على تحسين الإقتصاد أم على تدميره؟ من سرقات بريمر الهائلة إلى دعم كل الفاسدين الكبار وتهريبهم إلى اميركا عند افتضاحهم إلى فرض شروط صندوق النقد الدولي المدمرة إلى الدفع إلى الخصخصة اللصوصية والإستثمار الأجنبي وعقود النفط الفضيحة في كردستان ...

الفصل السابع؟ ألم يعدونا بإخراجنا من الفصل السابع إن وقعنا المعاهدة؟ الم تجعلوا رؤوسنا طبولاً حول خطورة هذا الفصل؟ لماذا نسيتموه فور توقيع المعاهدة؟ هل هو الجزرة التي سيبقى الحمار يقبل أن يساق من معاهدة إلى معاهدة على أمل ان يحصل عليها؟

إحتقان طائفي؟ أي احتقان طائفي هذا الذي أوقفه الأمريكان؟ هل سنصبح أقل طائفية عندما نراهم مثلاً؟ لكننا لن نراهم على كل حال، ألا يفترض أنهم سيبقون في قواعدهم بعيداً عن المدن، فكيف سيحموننا من جنوننا الطائفي من بعيد؟ ثم أليس الكثير من الإحتقان الطائفي بسبب وجود الأمريكان واتهام كل للآخر بالعمالة له؟

قبولنا في المجتمع الدولي؟ أليس من أكبر صعوبات قبول العراق في الخارج أن البعض يعتبر حكومته تحت الإحتلال؟

يحموننا ممن؟ هل ننتظر أن يهاجمنا أحد؟ هل هناك مؤشرات على ذلك؟ ألم تقولوا أن القوات "المقاتلة" غادرت جميعاً فكيف سيدافع عنا هؤلاء "المدربين" الـ 47 الف (!) وهم ليسوا قوات "مقاتلة"؟ كيف سيحمونا من القاعدة والطائفية والجوار ... ؟
ربما تشعر بالسعادة بأنك أجبت عن كل التساؤلات، وكشفت كل الحقائق، لكنك تكتشف ان الرجل الذي أمامك لم يكن يستمع إليك منذ فترة... وتكتشف ان الموضوع ليس له اولوية عنده، وأن "مخاوفه" لا تهمه، وأن القضية كلها ليست قضية نقاش وأسباب ومحاججة وإقناع، فالمقابل ليس سوى خائف يبحث عن حجة تعفيه من الإعتراف بأنه خائف..!

خائف ممن؟ حسناً..المقال الذي اقتبست منه معظم "الأسباب" لإبقاء القوات أعلاه، ينتهي بـ "السبب" التالي:

"وجود القوات الامريكية في العراق قد يؤدي الى مزيد من الاستقرار، ويعزز العملية السياسية، عندما تشعر الولايات المتحدة بالاطمئنان الى توجه العراق نحو علاقة ستراتيجية معها. "

فالموضوع هو ليس لحمايتنا من أخطار قد تحدث لنا، وإنما الهدف من التمديد هو طمأنة أميركا أننا سنكون دائماً في "علاقة ستراتيجية" معها، "علاقة ستراتيجية" لا يمكنها أن تقنعنا بها إلا بوجود قوات عسكرية تخيفنا بها إن رفضنا تلك العلاقة يوماً أو طلبنا تغييرها أو قلنا أنها لم تكن ما اتفقنا عليه! قوات تستطيع ان تحدد بواسطتها تفسيرها للبنود وشروط تنفيذها وكل ما ترك غامضاً.

مثلما صدع هؤلاء رؤوسنا بضرورة توقيع المعاهدة للخروج من الفصل السابع، ثم نسوه تماماً فور التوقيع، فأنهم سينسون كل هذه "الأسباب" المزيفة فور توقيع معاهدة بقاء جديدة، وتمضي الأمور كما هي: إرهاب وتخويف وعرقلة عمل الحكومة واغتيالات غير مفسرة وسرقات كبرى وانتخابات مزورة وسفارة تحكم البلد من وراء الستار، مدعومة بجيش عند الحاجة، واحتقار دولي وشعور داخلي بالإحباط والقهر يتم تغذيته حتى في برامج التلفزيون والكليبات بين البرامج. سينسى هؤلاء "الخائفون" كل مخاوفهم، لأنهم يعلمون في داخلهم أن الخوف الوحيد الحقيقي لديهم كان من غضب أميركا، وأن هذا تم إرضاؤه، اما بقية "الأخطار" و "المنافع" فقد أدت غرضها وذهبت، تماماً كما أدت حجة الفصل السابع غرضها في توقيع المعاهدة، وذهبت!

ليس كاتب المقال اعلاه وحده من يشعر بالحاجة "لتطمين أميركا" بأننا سنبقى "عقّال" وتحت تصرفها، فلو راجع كل مؤيد لتمديد القوات نفسه بصدق، لأكتشف أن ما يخيفه من رفض التمديد ليس فقدان الحماية الأمريكية من خطر ما، وإنما الخوف من إغضاب أميركا نفسها! إنشغاله بدرء غضب أميركا يجعله ينسى خطر غضب أغلبية سكان العراق الذين يشعرون بالحيف والإمتهان، وخطر التوتر الإجتماعي الهائل الذي يهدد البلاد ببقاء قوات الإحتلال، والذي لمح إليه المالكي والناطق باسم حكومته قبل أسابيع قليلة عندما كان خطابهم رافضاً بوضوح. من يريد بقاء القوات، ودون أن يدري، يقبل بإبقاء العصا فوق رأس العراق ليطمئن أميركا أننا سنكون طوع إرادتها دائماً.

عندما نفهم أميركا، وقد فهمناها جيداً خلال هذه السنين القليلة المرعبة، فليس غريباً أن يخاف المرء منها. رغم التصريحات التمويهية الكثيرة، لا يشك أحد أن الأمريكان يريدون وبشدة، إبقاء جيشهم في العراق. لا تتضح تلك الإرادة فقط من خلال تكاثف زيارات المسؤولين الأمريكان الكبار هذه الأيام للعراق، بل أيضاً من كثرة التقارير التي تؤكد للقادة العراقيين أنه من الضروري لهم أن يبقوا على بعض الجيش الأمريكي في العراق ودعوات السياسيين والعسكريين الأمريكان لهم لإستعجال تقديم طلبهم لتوقيع "تأمين الحريق". وبالطبع فعندما توافق على إبقاء الف جندي، سيبقون عشرة ألاف، فليس هناك من سيحصي أؤلئك الجنود، والغش في هذا معروف تاريخياً، وحدث في فيتنام وغيرها. لذلك هم بحاجة إلى اتفاقية ما، لا يهم العدد الذي تضعه على الورق. سيضعون على الأرض ما يريدون في النهاية.

السؤال الذي يجب أن لا يغيب عن بال أحد هو: لماذا يريد الأمريكان بهذا الإصرار بقاء قوات لهم في العراق؟ إن تجاوزنا الأساطير وقصص الأطفال، فليس لدي تفسير أفضل من أنهم يتوقعون اصطداماً بين ما يخططون له للعراق، وبين حكوماته القادمة. وهذا يعني أنهم يتوقعون أن مخططاتهم لن تكون مقبولة من قبل حكومة ليست عميلة لهم، قد تأتي بها الديمقراطية، وأنه لن يكون هناك سبيل لتنفيذ تلك المخططات إلا بالقوة أو التهديد بها. في هذه الحالة فقط تأتي أهمية القواعد العسكرية لتأمين مصالحهم.

لا يوجد مكان تساعد فيه القواعد العسكرية على بناء "صداقة"، بل تثير الحساسيات والكراهية اينما وجدت، وهذا الأمر المفهوم والبديهي قد تم تثبيته مؤخراً في دراسة صدرت قبل أيام لـ "مدرسة لندن للإقتصاد والعلوم السياسية" و جامعة إيسيكس، (1) والتي تثبت أن الهجمات الإرهابية الأجنبية على المواطنين الأمريكان تتزايد مع زيادة التواجد والدعم العسكري للولايات المتحدة لحكومات بلدانهم، وهذا صحيح أيضاً في أوروبا حيث طالما تظاهرت شعوب هذه البلدان مطالبة بخروج القواعد الأمريكية التي فيها، ثم سكتت على مضض، وليس عن رضا واقتناع، أما في اليابان فقد اسقطت الحكومة وجاءت الإنتخابات بحكومة شعارها الأساسي هو إنهاء التواجد العسكري في قاعدة امريكية في اليابان، (وكالعادة أزيحت الحكومة المنتخبة وبقيت القاعدة). إذن القواعد الأمريكية لا تخدم أية علاقة "صداقة" أو تعاون، بل تسيء إليها، فلماذا تصر أميركا إذن على قواعد لها في العراق؟ أترك الجواب للمتحمسين لبقاء القوات.

هذه هي حقيقة علاقتنا مع أميركا، وكل من يتحدث عن الصداقة التي تحتاج قواعد عسكرية لحمايتها يوهم نفسه. فطريق الصداقة مختلف، يحتاج ظروفاً مختلفة وتوازناً مختلفاً وحاجات مختلفة. إننا كمن يجد نفسه أمام لص لص يصوب مسدسه نحو رأسه ويأمره أن يطيع. نحن خائفون من أميركا وليس من أن نفقد حمايتها. إن كنت تشك في ذلك فتخيل للحظة أن أميركا اختفت من الوجود، ألا تشعر بأن كل العفاريت التي نحتاج لأميركا لتحمينا منها، ستختفي من رأسنا فجاة ، وتصبح تلك الأخطار "سخيفة" ومخجلة، وسيرقص الجميع طرباً؟ أميركا لن تختف طبعاً، إنما هذا الخيال يساعدنا على ان نفهم انفسنا ومشاعرنا الحقيقية، وأن نعترف بهذه الحقيقة أولاً لنفهم أين نقف، وما يجب أن نفعل.

حسناً، إعترفنا، سيقول القارئ..ما العمل الآن؟

شاهدت قبل فترة برنامجاً للشرطة ، كان يقدم النصح لمن يتعرض لحادث سطو مسلح، وكيف يجب أن يتصرف لضمان أكبر فرصة للنجاة. النصيحة تقول، حاول أن تبقى هادئاً ولا تصاب بالرعب لتبقى قادرا على التفكير، لا تثر المسلح ولا تتصرف بتهور، اعطه ما معك من المال، لكن إن طلب منك أن تذهب معه إلى مكان آخر، فهنا عليك أن تحاول الرفض أو الهرب وربما المقاومة! وليس هنا موضوع بطولة ورجولة، بل مسألة سلامة. فعندما يطلب منك أن تذهب معه إلى مكان آخر، فأن هذا يعني أنه يريد جرك إلى مكان بعيد، أنسب له لإرتكاب جريمة دون أن يحس به أحد. تقول النصيحة: فكر بالهرب بالركض بسرعة.. صحيح أن ذلك سيعرضك للخطر، لكن الخطر سيكون أكبر إن ذهبت معه إلى المكان الذي يختاره. ربما يتردد في إطلاق النار عليك إن هربت، كأن يخشى أن يسمع البعض صوت الرصاص، لكنه سيكون اكثر جرأة إن كان المكان نائياً خالياً من الناس...كلما سرت معه أبعد أزداد الخطر عليك، فإن كان لديك فرصة، فهي أن تهرب دون أن تخطو معه أية خطوة!

غالباً ما يجلب الخوف الأمان، لكن في مثل هذا الموقف يكون الخوف والطاعة أكثر خطراً من الشجاعة والرفض. إنها مسألة حساب.

وفي علاقتنا الورطة مع اميركا، ربما تقتنع أميركا بعلاقة يمكننا أن نقبلها إن هي أحست برفضنا الحاسم لوضع العصي فوق رقابنا، وأن إصرارها عليه سوف يكلفها اكثر مما يفيدها، وأن عليها أن تأمل بجني ما يمكن من منافع من خلال المعاهدة الإطارية وتنفيذها بطريقة معقولة لا تحتاج معها إلى قواعد عسكرية لتأمينها بالقوة. فرفض تمديد القوات ليس رفض للعلاقة مع أميركا، إنما رفض ان تكون تلك العلاقة محكومة بوجود قواعد عسكرية فوق رقبتك في البلاد، كما تريدها هي.

ليس لأميركا لتحقيق هدفها في فرض ا لقواعد سوى إثارة الرعب في البلاد، وخاصة بين أصحاب المناصب المؤثرة، وجعلهم يرتجفون من مجرد فكرة غضبها إن لم يوقعوا. هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى عليها ان تقدم لمن تمكنت من أصابتهم بالخوف وأرادوا التوقيع، ممراً قليل الإحراج قدر الإمكان، بتغليف هذا الضغط التسلطي بكلمات لطيفة مثل "الصداقة" و "المشاركة" وتقديم بعض المنح الدراسية وزيارة فرق موسيقية مثلاً. أما بالنسبة للعراقيين فليس أمامهم إلا مقاومة تأثير هذا الإرهاب والإصرار على رفض هذه الرغبة المسيئة، ليحتفظوا بقدرتهم على موازنة الضغط ولو بدرجة ما مع أميركا، مما يجعلها تقبل باستغلالهم بشكل أقل.

قبل إرسالي لهذه المقالة بلحظات وصلتني المقالة التالية من الكاتب العراقي الكردي اليساري أمين يونس، اقتبس منها مطولاً:

"سبعة صواريخ كاتيوشا ، سقطتْ على بغداد يوم أمس فقط الأحد 15/5، واحدة في الباب الشرقي واُخرى في البياع ، والبقية في المنطقة الخضراء .. والضحايا كُلهم من قتلى وجرحى كانوا من المدنيين ، أي انها لم تكُن مُوّجَهة بِدِقة الى " أهداف " مُنتقاة لقوات أمريكية أو مقرات قوى أمن عراقية من جيش أو شرطة ... بل كانتْ عشوائية ، الغاية منها الترويع وإحداث خسائر وخلق بلبلة ، وإثبات هشاشة الوضع الأمني . وتشهد بغداد إختراقات أمنية مُتصاعدة ، منذ شهر ، ما بين إنفجار قنابل ناسفة ، او إغتيالات بكواتم الصوت أو عبوات لاصقة ، وعمليات سرقة مُنّظمة وإختطاف (...) والبعض يربط بين التصعيد الحالي وكذلك المُتوقَع في الفترة القادمة ، وبين الانسحاب الامريكي (...). ومن الشائعات المنتشرة في بغداد ، ان رئيس الحكومة نوري المالكي ، والأطراف التي تؤيده ولا سيما الأحزاب الكردستانية ، وبعض أطراف القائمة العراقية والمجلس الاعلى الاسلامي .. يُحّبِذون تمديد بقاء جزء من القوات الامريكية ، من خلال عقد إتفاقية جديدة .. لكنهم بحاجة الى [ مُبررات ] قوية ، تُقنِع عدداً كافياً من اعضاء مجلس النواب ، بحيث يُمكن الحصول على أغلبيةٍ مُريحة ، يستندون عليها ، لإضفاء " شرعية " على الإتفاقية المُزمَع عقدها ... ويتم الترويج في هذه الأيام ، لحقيقة وجود أكثر من 745 قاعدة أمريكية علنية في أرجاء العالم .. من ضمنها قواعد ضخمة في اليابان وألمانيا ، في حين لايستطيع أحد الإدعاء بأن هاتَين الدولتَين الكبيرَتَين ، منقوصَتا السيادة ! .. والتمهيد الى القبول النفسي للإتفاقية الجديدة ، بحجة عدم إكتمال القدرات العسكرية العراقية ، لاسيما في مجال القوة الجوية وحماية الأجواء وكذلك القوة البحرية ، وحاجة العراق الى التقنيات المتطورة للأمريكان ، في هذه المرحلة ... إضافةً الى تصريحات العديد من القادة العسكريين والأمنيين العراقيين ، هذهِ الأيام .. بضرورة " التَرّيُث " وعدم الإستعجال في سحب القوات ، وآخر مثال على ذلك ، طَلَب قائد منطقة البصرة يوم أمس ، عند إستلامه لمُعسكرٍ رئيسي من القوات الامريكية .. طلبهِ من المالكي ، بإبقاء جزء من القوات الامريكية في [ مركز ] مدينة البصرة ، وذلك للحاجة اليها ! .. ناهيك عن تصريح رئيس حكومة اقليم كردستان قبل يومين ، حول إعتقاد حكومتهِ ، بأن إنسحاب القوات الامريكية ، من المناطق المُتنازع عليها أو المُختَلَف عليها ، سيخلق فراغاً أمنياً (...) يعتقد البعض ، ان إستمرار الإنفجارات في بغداد والمحافظات ، وتزايد الإغتيالات وتساقط الصواريخ .. سيُساعد على [ تشجيع ] المواطنين العاديين ، على المُطالبة ببقاء القوات الامريكية في السنوات القادمة .... والمُحّصِلة النهائية لهذا الوجه القبيح من المعادلة ، هو خسارة المجتمع للأمن والخدمات والرفاهية ، من أجل مصالح الولايات المتحدة وحفنةٍ من السياسيين المُنتفعين ."

أنتهى اقتباس (معظم) مقالة السيد أمين يونس! إنها حرب إرهاب لتحطيم إرادة العقل...

الجميع يعلم من وراء هذا كله، لكن الأغلبية تفضل أن تلقيه على "العفاريت" لتسبها "بشجاعة متناهية"، فالعفاريت طيبة، لا تؤذي من يسبها، تماماً مثلما يفضل من يرتعد من إغضاب أميركا أن يقول أنه يوقع لـ "أسباب" و "فوائد" لينجو من الموت والخجل معاً.
من الواضح إذن أن الجدل حول تمديد بقاء القوات ليس جدلاً في المنطق وليس وزناً للأفضليات والمساوئ، فلا توجد أية أفضليات تستحق المناقشة أمام الأخطار والخسائر الكبيرة للبقاء. كل الأخطار والخسائر، من توتر سياسي وانشقاق شعبي وإحساس بالمهانة وتوتر مع دول الجوار، ومخاطر توريط البلاد في حروب، وفرض حكومات عميلة أو قلب أنظمة ديمقراطية، كلها أخطار واقعية لا يصعب على أي شخص ان يراها، ولها نظائر عديدة في تاريخ التعامل الأمريكي مع مثل هذه الحالات. وبالمقابل، فجميع أخطار الخروج الأمريكي إفتراضية لا أساس لها من الصحة، أو صغيرة بدرجة يستطيع أي بلد مواجهتها.

الصراع الحقيقي في جدل تمديد القوات إذن ليس في ما يقال، والمنتصر فيه ليس من لديه الحجج الأفضل، بل من ينتصر في حرب الإرهاب والكاتيوشات وكاتمات الصوت، والإبتزازات التي تدور خلف الكواليس في البرلمان والوزارات والسفارة ، مدعومة بالرشاوي والتهديدات، والحرب النفسية وراء الكلمات وبين السطور في المقالات وصياغة الخبر، وما يدعمها من أعمال إرهاب وتصريحات تؤكد الضعف والخطر، وفي ما توحي به البرامج وما بين البرامج في التلفزيون للمشاهد، وما تستطيع ان تبثه فيه من خوف وانعدام الثقة بالنفس من جهة، وبين صمود سلامة منطق وثقة هذا المواطن وذاك السياسي وذلك الإعلامي بنفسه من الجهة الأخرى. لذلك فكل ما يبعث الثقة بالنفس في نفس المواطن العراقي يعتبر حجر عثرة مزعجة في طريق تحقيق المخطط الأمريكي في التعامل مع العراق من خلال القواعد العسكرية.

أخيراً، هل سيكون قادة العراق بالشجاعة اللازمة لحمل البلاد بعيداً عن الخطر؟ لا نستطيع أن نحمّل أي كان فوق طاقته، لكننا نأمل أن يكون لدينا عدد كاف من النواب والسياسيين (والكتاب وغيرهم..) الذين سيصمد فيهم ما يكفي من الشجاعة والمنطق للتعاون ورفض توقيع "وثيقة تأمين الحريق" رغم الكاتيوشات وكواتم الصوت في كفة الميزان والملايين في الكفة الأخرى، وهو أمل نقر بأنه صعب المنال لمعظم الناس. قد يتفهم الشعب ضعف الإنسان أمام مثل هذه المعادلة الخطيرة الإختلال، لكنه لن يتفهم ولن يتسامح مع كل من أسهم في إيجادها أو الترويج لها والإسهام بضرب الواقفين في وجهها أو تنفيذها! نأمل أيضاً ممن يجد أن الرفض فوق طاقته، أن لا يقصف رؤوسنا بحجج عن الحرائق الخرافية المحتملة، وأن تكون له الشجاعة على الأقل ليقول لنفسه وللناس أنه يفعل ذلك لأنه خائف – ليس من الحريق، ولكن من الرجل الأنيق!







16 أيار 2011

معهد "ممري" الصهيوني / عبد العزيز كحيل



"ممري" اختصار انجليزي لاسم "معهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط"، وهو مؤسّسة صهيونيّة غاية في الخطورة يجب علينا أن نعرف حقيقتها لنحذر شرّها ونواجهها بالطرق المناسبة.



هذا المركز أنشأه اليهود منذ أكثر من عشر سنوات ليتولّى رصد ومتابعة كلّ صغيرة وكبيرة تتناولها وسائل الإعلام العربيّة والإسلاميّة وتتعلّق بالكيان الصهيوني بصفة عامة واليهود بصفة خاصة، لديه فرق عمل تشتغل على مدار الساعة تستمع للإذاعات وتشاهد الفضائيات وتقرأ الصحف والمواقع الالكترونيّة ثم تنتقي كلّ ما يتعلّق بالإسلاميّين (خاصّةً) وموقفهم من اليهود ودولة الاحتلال وكلّ ما له علاقة بما يسمّونه " العداء للساميّة " أي انتقاد السيّاسات الصهيونيّة، ثمّ تلخّص المواضيع المنتقاة وتضعها تحت تصرّف الجهات المعنيّة كالحكومات والهيئات القضائيّة ووسائل الإعلام، كما ترسلها عبر البريد الالكتروني إلى المشتركين في موقع المركز.

يستعمل المركز في عمله اللغات العربيّة والتركيّة والفارسيّة والأردية والباتشو، فيرصد ما يبثّ ويكتب بها في مساحة جغرافيّة تمتدّ من شمال أفريقيا إلى آسيا الوسطى ثم يقوم بترجمته إلى اللّغات الّتي يحتاجها لتبليغ رسالته، وهي – يالاساس – اللغات الغربية والروسية، وهذا عمل ضخم تعضده ترسانة من الإمكانيات المادية والبشريّة، لذلك يتولّى تسيير المركز فريق دوليّ متواجد بواشنطن – المقرّ الرئيسي - وبغداد والقدس وروما وشنغهاي، مهمّته إنتاج و توزيع الوثائق والإشراف على المواقع الالكترونيّة للمركز ليغطيّ نشاطه العالم كلّه .

ويكفي أن نذكر أن هذه المؤسّسة وضعت في سنة 2009 وحدها 15000 تقرير مترجم في مواقعها وترجمت حوالي 1600 مقطع تلفزيوني ملتقط من فضائيات الشّرق الأوسط في الموضوعات الّتي تخصّصت فيها وهي بالدّرجة الأولى:

• "التهديد الجهادي" في العالم.

• السّلطة الفلسطينيّة.

• حركة حماس.

• حزب الله اللبناني.

• الجبهة الصوماليّة وانعكاساتها على العالم.

• العراق.

• أفغانستان.

• البرنامج النّووي الإيراني

مع العلم أن الهمّ الأوّل يبقى بطبيعة الحال ما يطلقون عليه " معاداة الساميّة " وهي عبارة تشمل أي نقد للعدوّ الصهيونيّ ولليهود عامة صدر في إذاعة أو قناة فضائيّة أو صحيفة أو موقع الكتروني.

وتجدر الإشارة إلى أن توقيف بث قناة الأقصى كان وراءه هذا المركز الّذي اعتاد التّركيز على ما يبثّ في المحطّة مما يعتبره معاداةً لليهود كالدعوة إلى المقاومة والجهاد، وقد دعا صراحةً منذ مدّة إلى إغلاق الفضائيّة ونبّه الحكومات الغربيّة إلى خطرها.

واللافت إلى الانتباه أن " ممري " يعتدّ أيّما اعتداد بمن يسميهم " علماء الإسلام المعتدلين "، ويشيد بهم مرّةً بعد مرّة ويركّز على فتاويهم وتصريحاتهم ومواقفهم، وهو يقصد أولئك العلمانيّين الّذين يدّعون العلم الشرعي ويتبنّون من المواقف كلّ ما هو ضدّ الثوابت والحقوق الإسلاميّة ويزعمون رفع لواء التّآخي مع اليهود بأسماء شتّى كوحدة الأديان وحوار الحضارات ومحاربة التطرّف والإرهاب، وأورد مثالين على ذلك:

1. في نشرته الالكترونيّة باللّغة الفرنسيّة ليوم 04 – 05 – 2010 نشر المركز تقريراً مطوّلاً بعنوان: " مفكّرون فرنكوفونيون ضد النقاب " نقل فيه أقوال مجموعةً من الأشخاص "المسلمين" المعروفين بتوجّهاتهم العلمانيّة يعربون فيها عن رفضهم للنقاب، بل للحجاب، بل لأحكام الشريعة كلّها الّتي يدعون إلى إعادة قراءتها بشكل " يتوافق مع العصر"، نذكر من هؤلاء: عبد الوهاب مدّب ودليل بوبكر وحسن شلغومي (وهو إمام مسجد قرّت به أعين العلمانيّين واليهود) وليلي بربس ودنيا بوزار.

ولا يجد قارئ تصريحاتهم فرقاً يذكر بينهم وبين غلاة اللادينيين الرافضين للإسلام وأحكامه وأخلاقه وقيمه.

2. في نشرته ليوم 25 – 06 – 2010 وبالفرنسيّة أيضاً خصّص المركز مقالاً للمدعو جمال البنا عنوانه: " جمال البنا – عالم الإسلام – يقول:يمكن للمرأة أن تؤمّ الرّجال في الصّلاة "، والمقال كلّه ثناء على هذا الرّجل المعروف بشذوذه الفكري واجترائه على دين الله تعالى، وقد كرّر هنا مقولاته المشهورة الّتي يخطّأ فيها جميع علماء المسلمين ويستهزأ بهم، إلى جانب كثير من آرائه الاستعراضيّة المعروفة، مع العلم أن المقال المذكور ملخّص لحصّة مع الشيخ الّذي طال عمره وساء عمله في قناة "المحور".

- مشاريع مستقبليّة: يعمل المركز الصّهيوني على إنجاز مشاريع هي غاية في الخطورة، دعا أنصاره إلى التبرّع بسخاء لإتمامها، أهمّها :

- مشروع دراسي حول الجهاد والإرهاب، " هذه الإيديولوجيا والمنظّمات الإسلاميّة الّتي تهدّد الغرب "، وهو مشروع يرصد أنشطة الجماعات الّتي تدعو إلى الجهاد والاستشهاد في المساجد والمدارس ووسائل الإعلام (هكذا يقول المركز حرفيّاً).

- مشروع الإصلاح : ويهدف إلى "منج التقدميين منبراً يتيح لهم إبلاغ صوتهم لمجتمعاتهم وقادتها الدينيّين والسياسيين والتربويين، كما يعطي أصحاب القرار الغربيين أسساً صلبةً لمخطّطاتهم الاستراتيجيّة على المدى البعيد".

- مشروع توثيق حول معاداة الساميّة: يرصد ويسجّل مواضيع معاداة الساميّة في وسائل الإعلام العربيّة والفارسيّة والتركيّة من جرائد وتقارير وافتتاحيّات وغيرها.

- المراقبة الصحفية لوسائل الإعلام العربيّة والإيرانيّة، مع العلم أن "ممري" يتابع بث 50 قناة عربيّة وإيرانيّة ليل نهار.

- مشروع بحث حول إيران: يرتكز حول البرنامج النّوويّ الإيراني، تطوير الصواريخ الإيرانيّة، خطب الجمعة، والمعركة بين المعارضين الإصلاحيّين والحكومة الإيرانية.

*** لم أكتب هذا الموضوع لنلعن اليهود ونندب حظّنا ولكن لندرك كيف استطاعوا بالعمل الدقيق الدؤوب أن يتفوّقوا علينا علميا وإعلاميا وسياسيا، والمطلوب منّا إذن ليس التخندق في مغارات الشجب وعقلية المؤامرة وإنما المبادرة إلى عمل مماثل يخدم قضايانا ويفضح باطل اليهود المعتدين، ولنا أن نتساءل ماذا لو أنفق العرب على مركز أبحاث متخصّص عشر ما ينفقه بعضهم على قنوات الغناء والفواحش ؟



عبد العزيز كحيل

woensdag 18 mei 2011

العراق سيحصل على العضوية الدائمة للمبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية

وكالات-





اعلنت مبادرة الشفافية للصناعات النفطية عن ان العراق بصدد الحصول على العضوية الدائمة للمبادرة بعد ان رفع من مستوى الشفافية في تعاملاته النفطية.

وقال الامين العام لمبادرة الشفافية الاستخراجية علاء محيي الدين في تصريح صحفي، إن العراق سيحصل على العضوية الدائمة للمبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية لانه يعد احد البلدان المهمة في الاعلان الشهري عن حجم تعاملاته النفطية والاسعار والشركات التي يسوق اليها النفط الخام العراقي. وتأسست مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية في عام 2002 وتشارك فيها اغلب الدول الصناعية...ع.ط

zondag 15 mei 2011

القمع في البحرين


"القمع في البحرين"
 الأحد، 15 مايو/ أيار، 2011، 03:49 GMT

في صحيفة الاندبندنت أون صندي يكتب باتريك كوكبيرن مقالا بعنوان "البحرين تحاول إغراق الثورة بدم الشيعة".

يستعرض كاتب المقال وسائل القمع التي تعرض لها المحتجون من الشيعة من ضرب وتعذيب أدى إلى وفاة بعضهم، إلى تجريد البعض من وظائفهم الحكومية، إلى حرمان الطلاب الذي يتلقون دراستهم في الخارج وشاركوا في الاحتجاجات من منحهم الدراسية.

يقول كاتب المقال إن حركة 14 فبراير المعارضة (التي نظمت الاحتجاجات) كانت حركة ذات مطالب معتدلة، وليست ذات طابع طائفي، ففيها السنة والشيعة، كما يقول الكاتب، ممن يلتقون على مطالب المساواة لجميع المواطنين، وخاصة إعطاء حقوق متساوية للمواطنين الشيعة الذي يشكلون أغلبية سكان البلاد.

يقول الكاتب في مقاله إن المواطنين الشيعة محرومون مثلا من حق الخدمة في الجيش أو الأجهزة الأمنية، التي تفتح أبوابها لمواطنين أردينيين وسوريين وباكستانيين من السنة، الذين يحصلون على الجنسية البحرينية بعد التحاقهم بتكل الأجهزة.

ويقول الكاتب إن أفراد الأمن الذين يرتدون الأقنعة السوداء يداهمون المنازل بعد منتصف الليل، بين الواحدة والرابعة فجرا، ويقبضون على الناشطين ويعتدون عليهم.

ولم تسلم مدارس البنات من المداهمات واعتقلت بعض الفتيات الصغيرات وتعرضن للضرب، حسب المقال.

كذلك تعرضت الحسينيات الشيعية للهدم بحجة بنائها من غير ترخيص، علما بأن أحد المساجد التي هدمت عمره 400 سنة.

ويضيف الكاتب أن العائلة الحاكمة، آل خليفة، تحاول لصق تهمة العمل لصالح دولة أجنبية بالنشطاء، وقد عذبت بعضهم ومنهم الناشط السياسي المعارض عبدالله الخواجة لانتزاع اعتراف منه بأن المعارضة تتعاون مع قوى خارجية، بالإشارة إلى إيران.

وتستغل العائلة إسم إيران، الذي ينظر اليه بحساسية بالغة في المنطقة، وتحاول التأكيد على أن إيران تهدف لإسقاط نظام الحكم.

ويذكر كاتب التقرير أن الممارسات القمعية للنظام في البحرين لم تحظ بانتقادات البيت الأبيض الذي انتقد بشدة ممارسات الأنظمة العربية الأخرى بحق المحتجين، كليبيا مثلا.

zaterdag 14 mei 2011

اعتقال قنصل عراقي بتهمة بيع جوازات لأرهابيين يمنيين

كشفت مواقع يمنية عن وصول وفد عراقي برئاسة نائب وزير الداخلية ووكيل الاستخبارات العراقية، بناء على طلب الداخلية اليمنية، لاعتقال ديبلوماسي يشغل منصب قنصل في سفارة العراق باليمن واثنين آخرين واقتيادهم إلى بغداد على متن نفس طائرة الوفد ، واكدت الداخلية اليمنية انها اثناء مداهمة وكر أحد القيادات الارهابية بصنعاء عثرت على عدد كبير من جوازات السفر العراقية المعدة بصورة أصولية لسفر عناصر إرهابية إلى العراق.. وقد قادت التحريات إلى اكتشاف تنسيق رفيع المستوى بين اللواء علي محسن الأحمر والديبلوماسي العراقي، الذي تبين أنه يتقاضى أموالاً من علي محسن مقابل بيع جوازات سفر عراقية نوع أس كان العراق قد باشر سحبها وتغييـرها بفئة جديدة لكنها ظلت سارية المفعول. 

وكالات

مستشار جلال طالباني متورط باختلاس 400 مليون دولار



13-05-2011 | 

PNA




ـ تم التوصل إلى قيام احد مستشاري الرئيس طالباني باختلاس مبلغ 400 مليون دولار، يُعتقد انها قد تكون حصته في العملية مقابل المساعدة في عملية الإخفاء أو محو الأثر . 

أكدت مصادر مقربة من هيئة النزاهة أن التحقيقات الأولية بخصوص الـ 40 مليار دولار التي يحقق البرلمان العراقي في اختفائها تشير إلى تورط احد مستشاري الرئيس العراقي 
جلال طالباني في العملية.

وقالت المصادر الموثوقة، التي فضلت عدم الاشارة اليها، لاسباب امنية، انه تم التوصل إلى قيام احد مستشاري الرئيس طالباني باختلاس مبلغ 400 مليون دولار، يُعتقد انها قد تكون حصته في العملية مقابل المساعدة في عملية الإخفاء أو محو الأثر .
وتؤكد المصادر التحقيقية أن المستشار حصل على المبلغ المذكور إبان سلطة الحاكم المدني (بريمر) من شركة هالبيرتون التي يملكها (ديك تشني) وزير الدفاع الأميركي الأسبق لتمويل مشاريع الإعمار (الوهمية)، مشيرة الى أن التحقيقات جارية للتأكد من صحة تلك المعلومات.

يذكر ان المادة 136/ب قد وفرت حصانة للموظفين والمديرين العامين ومن هم بدرجة خاصة في الوزارات من الاحالة الى القضاء بتهم الفساد ، وكانت هيئة النزاهة واللجان المرتبطة بها تصطدم بهذه المادة خلال عملها طوال السنوات الماضية باعتبارها تعيق عملها في محاسبة المتورطين في الفساد المالي والاداري .

المصدر شبكة الوليد عن وكالة أور الإخبارية ،والبديل العراقي 

الكشف عن 58 معاملة شهيد مزورة في كربلاء

كشف مدير مديرية شهداء كربلاء، الجمعة، عن تزوير 58 معاملة شهيد من قبل أسر ادعت باستشهاد أبنائها، مشيرا إلى أن مديريته ستعمل على استرجاع كافة الأموال التي استلمت من المؤسسة. 
وأوضح احمد عبد الواحد الطيار لوكالة (أصوات العراق) أن اللجان الخاصة في المديرية وضعت يدها على 85 معاملة لعوائل أدعت وجود شهداء لديها مبينا أن هذه اللجان تعمل منذ فترة وفق آليات وضعتها المؤسسة الرئيسة، وهذه المعاملات المزورة هي من بين 3288 عائلة شهيد مسجلة في المديرية. 





Saturday, May 14, 2011 
وبح

woensdag 27 april 2011

بعثه دبلوماسية اكثر من 16 الف موظف



24 اذار


2011






أكدت السفارة الأمريكية إن قوام بعثتها الدبلوماسية في بغداد سيكون اكثر من 16 الف موظف وفني وخبير وحارس امني . على ما يبدو انها البعثة الاكبر في العالم لرعاية المصالح بين البلدين .

لا اعرف ان كانت الاعراف الدبلوماسية والتنظيمية الدولية تحدد عدداً محدداً للبعثات ، وهل في المقابل يحق للبلد الاخر ان يعامل بالمثل ، اي هل بأمكان وزارة الخارجية العراقية او الحكومة ان تعين ذات العدد في سفارتها في واشنطن .

وانا اتمعن بالرقم الكبيرتساءلت ما الحاجة مع هذا العدد الى وجود قوات امريكية في العراق بعد الانسحاب ، فالموظفون يشكلون جيشا جراراً ويمكن ان يعملوا تحت عناوين ومسميات مختلفة ،خبراء ومدريون و فنيون ، وما الى ذالك مما يصعب تواجده في ظل الاتفاقية الامنية . المهم ، النقاش بشأن التمديد لبعض القوات الأمريكية ، وربما يكون ذالك حاجة موضوعية ، او انها حقاً كذلك ، أصبح غير ذي جدوى مادامت السفارة الامريكية تستطيع ان توظف عددا غير محدود من العاملين فيها وتغطية وجودهم وشرعيته تحت مسميات مختلفة .

الناس يتساءلون ايضاً عن هذا الكم والامتيازات الدبلوماسية التي يتمتع بها ، واي فئات منه تخضع للقانون العراقي والقضاء الوطني ؟ وما هو حجم الخلل في السيادة الوطنية ؟ وهل هناك اتفاقية رسمية بين الجانبين الامريكي والعراقي تنظم هذا الوجود ؟

الظاهر انها تسوية بين الحكومة العراقية والامريكية لابقاء بعض القوات الامريكية تحت العنوان الدبلوماسي ، ولامتصاص المعارضة القوية لوجودها تحت العنوان العسكري .




maandag 25 april 2011

صور نادرة جدا لمدينة كبلاء‏


Karbala 1810

إتصالات مكثفة لعقد صفقة كبرى للتستر على كبار المفسدين وغلق ملفات الفساد

الوسط.

25 april 2011 
علم الوسط أن اتصالات مكثفة تجري بين مسؤولين كبار من عدة كتل سياسية، تسعى الى التغطية على ملفات الفساد الكبيرة، وإبعاد المفسدين الكبار من الملاحقة القانونية.
وبحسب مصدر خاص، فان الاتصالات تجري بشكل متسارع للتغطية على كبار المفسدين، في صفقة متبادلة بين الشخصيات والكتل السياسية المتورطة في الفساد، والاكتفاء باثارة ملفات صغيرة لشغل الرأي العام العراقي بها.
ويقول المصدر ان من ضمن الصفقات الكبيرة التي يراد التغطية عليها، ملف الأجهزة الفاشلة في كشف المتفجرات، والطائرات الكندية والمدارس العراقية وتمليك القصور والشقق في المنطقة الخضراء، ومنح قطع اراض كبيرة لعدد من المسؤولين في بغداد وغيرها وكذلك مشاريع اعمار مدينة الصدر وغيرها.
الوسط يتابع هذا الموضوع، لإطلاع المواطن العراقي على حقيقة ما يجري، لا سيما وان المعلومات تشير الى أن مسؤولين في النزاهة الوطنية والبرلمانية يجري التفاهم معهم في هذا الخصوص.

maandag 4 april 2011

منح 100 مليون دينار سلفة لكل نائب في البرلمان

 

2011-04-02 14:27

السياسة  - الجوار:افاد مصدر برلماني ان رئاسة مجلس النواب العراقي منحت سلفة لكل نائب في البرلمان , واوضح المصدر في حديث لمراسل وكالة انباء براثا ان قيمة السلفة المقدمة لكل نائب هي 100 مليون دينار , ولم يعط المصدر مزيدا من التفاصيل حول هذا الموضوع .

zondag 3 april 2011

كل الجامعات والكليات الأهلية ليس من حقها ان تمنح أي شهادة


الجامعة العربية: لا توجد فروع لمعاهدنا بالعراق
بتاريخ : السبت 02-04-2011 08:00 مساء

zaterdag 2 april 2011

المالكي يمنح عقارات الدولة ملكاً شخصياً للأفراد

.

حصل الوسط على وثيقة تفيد بتميلك عقارات الدولة للأشخاص، فحسب الوثيقة المرفقة، فان وزير النقل الأسبق السيد سلام المالكي قام بتملك دار حكومية واسعة في محافظة البصرة تزيد مساحتها على الثلاثة آلاف متر مربع، بعد أن باعها على نفسه بمبلغ ستين مليون دينار، وسجلها بتاريخ 31/ 8/2006.
وقد استفسرت هيئة النزاهة في المنطقة الجنوبية من هيئة النزاهة في بغداد عن هذا الموضوع بكتاب لها بتاريخ 10/9/2006 التي احالت الامر بدورها الى مكتب السيد نوري المالكي.
مكتب السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بعث الى هيئة النزاهة العامة كتاباً بتاريخ 4/2/2007، موقعاً من قبل مدير مكتبه الدكتور طارق نجم عبد الله، يبين فيه موافقة السيد رئيس الوزراء على تمليك الدور السكنية العائدة لشركة الموانئ العراقية وبضمنها الدار المذكورة.
ويشير الكتاب الى موافقة الأمانة العامة لمجلس الوزراء الى عمليات التمليك استنناداً الى كتاب صادر بتاريخ 20/9/2005، اي زمن حكومة السيد ابراهيم الجعفري.

82
التعليقات (17)Add Comment
...
أرسلت بواسطة محمود حيدر , أبريل 01, 2011 
سؤال لو كان سلام المالكي شخصا عاديا وليس وزيرا هل كان تملك هذه الدار ومن اعطى الصلاحية لرئيس الوزراء ان يملك دورا حكومية او اراض دولة لاشخاص انها اموال شعب وحقوق شعب وليست مقاطعة نوري المالكي وهذا تخريب لبناء دولة وليس بناء دولة المؤسسات الذي ننشده.

vrijdag 1 april 2011

رأفت الهجّان... عميل مزدوج

اسمه العبري «يتيد» وعمليّته هي «الأنجح» في تاريخ الاستخبارات الإسرائيليّة


في ادّعاء لا يخلو من علامات الاستفهام لجهة التوقيت والمضمون، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في تقرير أمس، أن «رأفت الهجان»، دُرّة تاج الاستخبارات المصرية، والشخصية المحفورة عميقاً في الوجدان الشعبي والقومي المصري، والذي يحفظ المصريون قصّته عن ظهر قلب، ويتداولون بطولته وجرأته وحنكته الأسطورية، ما هو إلا «يتيد»، العميل المزدوج الذي نجحت الاستخبارات الإسرائيلية في كشفه، ثم تجنيده، واستخدامه لاحقاً لتضليل الاستخبارات المصرية عبر تقديمه معلومات كاذبة كان لها دور حاسم في نجاح الضربة الجوية التي شنّها سلاح الجو الإسرائيلي في الساعات الأولى من حرب الأيام الستة سنة 1967
مهدي السيّد
«رأفت الهجّان» هو الاسم الفنّي لرفعت الجمّال، الجاسوس المصري الشهير، الذي ادّعت ندوة إسرائيلية أنه كان «عميلاً مزدوجاً»، معروفاً باسم «يتيد». وكتب معلّق الشؤون الأمنية في «هآرتس»، يوسي ميلمان، أنّ قضية «يتيد»، التي كانت محور محاضرة أُلقيت مساء الثلاثاء في مركز التراث الاستخباري، مثّلت بحسب قوله، إحدى عمليات الخداع الأنجح في تاريخ الاستخبارات الإسرائيليّة. عملية بدأت عندما ألقي القبض على عميل أُدخل إلى إسرائيل في الخمسينيات مُرسَلاً من الاستخبارات المصرية، ثمّ وافق لاحقاً على التعاون مع تل أبيب، ليصبح «عميلاً مزدوجاً»، نُقلت بواسطته الى المصريين معلومات كاذبة. وكان الاسم الشيفري الذي أُعطي للعميل، ثم للعملية كلها «يَتيد» (وتعني الوتد).
بدأت القصة، وفق رواية «هآرتس»، بتجنيد رفعت الجمّال للاستخبارات المصرية، بعدما تورط مع القانون وعُرض عليه في مقابل عدم محاكمته أن يكون جاسوساً. وفور موافقته، خضع لسلسلة تدريبات اشتملت على زيارات كُنس من أجل معرفة الدين اليهودي. وبعد إعداده، انتحل هوية مختلقة ليهودي مصري اسمه «جاك بيطون».
في بداية 1955، أبحر الجمّال (بيطون) من الإسكندرية الى إيطاليا حيث مكث وقتاً ما، وعمل فيها من أجل تعزيز ساتر التغطية. وفي النهاية هاجر الى إسرائيل، حيث كان يتعين عليه، بحسب خطة طموحة أعدها مُشغّلوه، أن يندمج في المجتمع الإسرائيلي. ومن أجل ذلك، زودوه بمبلغ كبير من المال استثمره في وكالة سفر «سي تور» في شارع برنار في تل أبيب. وتتابع «هآرتس» روايتها لقصة «الهجان»، فتقول إنه تحت غطاء السفر للعمل، أكثر الجمّال/ بيطون الخروج إلى أوروبا للقاءات مع مُشغليه في الاستخبارات المصرية. هذه الأسفار أثارت الشكوك لدى شريكه، الدكتور ايمرا فريد، وهو من رجال المؤسسة الأمنية المتقاعدين. شكوك فريد وصلت إلى مسامع أعضاء من «الشاباك»، فوجدت لها آذاناً مصغية. لم تهمَل الشكوك، بل أولاها «الشاباك» الأهمية المطلوبة، وخصوصاً أنها صدرت عن شريك الجمّال، الذي من المفترض أنه مطلع على أوضاعه المادية تحديداً والتي لا تتيح له تمويل هذه الرحلات إلى الخارج، وفق ما نُقل عن فريد الذي قال «من أين لمهاجر جديد المال، فيما عملنا لا يُكسب أبداً؟».
في أعقاب هذه الشكوى، وُضع «بيطون» (الجمّال) تحت المراقبة التي استمرت بمساعدة الموساد في الخارج أيضاً، حيث شوهد يلتقي مشغّله المصري. ومع عودته الى إسرائيل، قبض «الشاباك» في المطار على الجمّال ووضعوه بين خيارين: إما المكوث في السجن عشرات السنين بتهمة التجسس، وإما الموافقة على أن يكون عميلاً مزدوجاً. وبحسب «هآرتس»، اختار «بيطون» الخيار الثاني، وكان مشغّله الأول شلومو غولند، وبعد عدة أشهر نُقلت مسؤولية تشغيله إلى دافيد رونين. ومن أجل تثبيت الثقة به عند المصريين، صوّر «بيطون»، تحت رقابة وثيقة من رجال «الشاباك»، قواعد للجيش الإسرائيلي، وجنوداً في محطات وشعارات وحدات ونقل المعلومات الى المصريين. وينقل ميلمان عن مُشغّل الجمال، رونين، قوله إن «المعلومات التي نُقلت كانت غير سيئة البتة من وجهة نظر المصريين، في ظاهر الأمر»، ولهذا رأوه أحد أفضل عملائهم. وفي إحدى زياراته لأوروبا سنة 1963 التقى امرأة ألمانية، تزوجا وولد لهما ابن.
كانت ذروة عملية «يتيد»، بحسب ميلمان، نقل معلومات كاذبة الى المصريين في 1967، قُبيل حرب الأيام الستة، عندما نقل «بيطون» الى المصريين معلومات تفيد بأنه بحسب خطة الحرب التي حصل عليها من مصادره، ستبدأها اسرائيل بإجراءات برية. وكان هذا، بحسب «هآرتس»، تضليلاً من الطراز الأول، يمكن أن يساوي في قيمته «حملة القطع» (وهي خداع الاستخبارات البريطانية اللامع زمن الحرب العالمية الثانية، في ما يتعلق بمكان نزول قوات الحلفاء وقت غزو أوروبا في 1944).
وتضيف «هآرتس» أن المعلومات المضللة لـ«بيطون» كانت أحد الأسباب التي جعلت مصر غير مبالية جداً قُبيل الحرب وتركت طائراتها مكشوفة لأنظار الجميع على مدرجاتها في المطارات، وهو الأمر الذي سهّل على سلاح الجو الإسرائيلي القضاء عليها في ثلاث ساعات، وبهذا حُسمت المعركة بقدر كبير في واقع الأمر.
وتعليقاً على أهمية دور «بيطون» في حرب الأيام الستة، قال أبراهام أحيتوف، الذي كان زمن تشغيل «بيطون» رئيس الشعبة العربية في «الشاباك» ورئيساً للجهاز في الثمانينيات، «وفّر علينا (بيطون) دماً كثيراً، كان تشغيله يوازي قوة فرقة». وتضيف «هآرتس» أنه بعد حرب 1967، انتفت الحاجة الى بيطون، فضلاً عن أنه كان مُتعباً أيضاً من التوتر اليومي لعمله السري، فأصبح عصبياً وأخذت تكبر مطالبه المالية من الدولة، فاستقرّ الرأي على قطع الصلة به وإعادة تأهيله. لهذه الغاية، دبّرت المؤسسة الأمنية أمر دخوله في شراكة مع رجل أعمال إيطالي، مثّل شركة نفط نقبت قبل الحرب في سيناء وأصبحت حقولها تحت السيطرة الإسرائيلية. لكن هذا لم يكن كافياً لـ«بيطون» وطلب ملايين الدولارات في مقابل خدمته التي استمرت 12 سنة.. وأخذت علاقته بمشغّليه من «الشاباك» تتدهور.
وعن نهاية حياته، كتبت «هآرتس» أنه بعد ذلك بوقت قصير أُصيب بالسرطان. عولج في مستشفى في اسرائيل لكنه ارتاب في أن رجال «الشاباك» سيحاولون تسميمه، ولهذا طلب نقله للعلاج في أوروبا. استجاب «الشاباك» لطلبه وعولج في مستشفى في ألمانيا ومات هناك.
وختمت «هآرتس» تقريرها بالإشارة إلى أن الجمال دُفن في مصر، وقالت إن الإسرائيليين ظلوا يحافظون على صمت تام. ونقل ميلمان عن رئيس «الموساد» و«الشاباك» في مطلع التسعينيات، أيسر هرئيل، قوله له، تعقيباً على الرواية المصرية للقضية، «ليفرحوا، وليظلوا يصدقون حكايتهم».

«لسعة النحلة»
إن الشخص الأكثر مماهاة من أي شخص آخر مع العملية، والذي كان لمدة ست سنين مُشغلاً لـ«يتيد» (الصورة) هو دافيد رونين الذي أصبح بعد ذلك نائب رئيس «الشاباك». لكن المفاجأة الكبرى تمثلت في أنه ليس هو من ألقى المحاضرة في مركز التراث الاستخباري عن الجمال. وقال رونين أمس إنه لا يعلم لماذا لم يُدع إلى إلقاء المحاضرة، وإنه لم يأت لاستماعها احتجاجاً على ذلك. قد يكون سبب تجاهله هو غضب «الشاباك» المستر عليه، لأنّه تجرأ قبل سنين على التلميح الى القضية. ففي التسعينيات، نشر رونين رواية عنوانها «لسعة النحلة» (قصة عميل مزدوج)، فيها تلميح الى عملية «يتيد». وقبل خمس سنين، ألّف كتاباً في هذا الموضوع، لكن «الشاباك» والموساد أيضاً عرقلا نشره طالبين إجراء تعديلات عليه.

woensdag 30 maart 2011

اغتيال عميد كلية الطب في الجامعة المستنصرية بعبوة لاصقة غرب بغداد
المحرر: AA
الثلاثاء 29 آذار 2011   17:41 GMT
السومرية نيوز/ بغداد

أفاد مصدر في الشرطة العراقية، الثلاثاء، بأن عميد كلية الطب في الجامعة المستنصرية قتل بانفجار عبوة لاصقة وضعت في سيارته غرب بغداد.

وقال المصدر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عبوة لاصقة كانت مثبتة بسيارة تعود إلى عميد كلية الطب في الجامعة المستنصرية ويدعى محمد حسن العلوان، انفجرت، عصر اليوم، لدى مرورها بمنطقة المنصور غرب بغداد، ما أسفر عن مقتله في الحال".

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "قوة أمنية طوقت منطقة الحادث، وقامت بنقل جثة القتيل إلى دائرة الطب العدلي، فيما فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث والجهة التي تقف وراءه".

وشهد محافظة بغداد، اليوم، إصابة اثنين من عناصر الجيش بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهما لدى مرورها في سوق شعبية، وسط قضاء ابو غريب، فيما أصيب ضابط برتبة نقيب بالكلية يدعى محمد فرحان نزال وقتل شقيقاه بهجوم مسلح نفذه مجهولون يرتدون الزي العسكري في قرية بني زيد التابعة لناحية الحمداني، شمال قضاء ابو غريب، كما عثرت قوة من الشرطة على جثة شاب مجهول الهوية قضى خنقا ملقاة في احد الشوارع، بمنطقة حي الشهداء، وسط ابو غريب، فيما اعتقلت قوة حكومية خاصة عضو مجلس محافظة بغداد عادل الزوبعي واعتدت بالضرب على أفراد حمايته قرب إحدى السيطرات القريبة من مبنى المجلس في منطقة الصالحية وسط بغداد.

حكايات مبارك وأسرته

حكايات مبارك وأسرته وهدايا الشيخة 'ف'

ونبدأ بالحكايات التي يرد بها من يعرفونها، أو تسربت إليهم بالأسماء والأرقام، حيث واصل زميلنا وصديقنا مصطفى بكري رئيس تحرير 'الأسبوع'، إبهارنا بما تم تسريبه إليه من أهل الخير، ومما قاله: 'كان اللواء بدر أبو الفتوح هو أحد مديري مكتب سوزان مبارك، وكاتم أسرارها وكان نفوذه طاغيا على بقية أعضاء السكرتارية وكانوا يسمونه رجل المهام الخاصة لمشروعات 'الهانم' وعلاقاتها، وفي كثير من الأحيان كان يتسلم الهدايا الخاصة بها والتي كانت تأتيها من كل حدب وصوب.
كانت علاقة الهانم بالشيخة 'ف' زوجة أحد القادة العرب الراحلين هي علاقة من نوع خاص، وكانت كلما زارت القاهرة جاءت مصحوبة بكميات هائلة من الهدايا والألماظ، وفي أغلب الأحيان كانت تترك حقيبة مكدسة بالدولارات لبعض العاملين بالرياسة، وفي إحدى الزيارات قامت مديرة مكتبها وتدعى الشيخة 'ح' بتسليم اثنين من الضباط الحقيبة لتسليمها بغرض توزيعها على كبار العاملين بالرياسة وبعض العاملين بمكتب سوزان مبارك، فإذا بالضابطين يتكتمان على الحقيبة بعد أن علما أن بها مبلغاً يصل لحوالى اثنين مليون دولار.
وعلى غير العادة لم يتصل أحد من الرياسة لتوجيه الشكر إلى الشيخة 'ف' مما دفع بمديرة مكتبها إلى الاتصال بمدير مكتب الرئيس لتبلغه بإرسال الحقيبة، وأسمي الضابطين، فتدارك الأمر وحاول التغطية على ما جرى وقال يبدو أنهما وضعا الحقيبة بالمكتب دون إخطاري.
وعندما تم إبلاغ الرئيس بوقائع ما جرى قام بنقل الضابطين إلى جهاز رقابي كبير، مما أثار دهشة الكثيرين من العاملين بالرياسة، الذين اعتبروا أن الرئيس كافأهما بدلا من معاقبتهما.
وفي احدى المرات أرسلت الشيخة 'ف' طائرة من ماركة 'سي 130' مكدسة بالهدايا لحرم الرئيس، وقد تلقى الإخطار اللواء بدر أبو الفتوح مدير مكتبها، فأبلغ الهانم، فطلبت منه إبلاغ مدير مكتب الرئيس وعندما قام بإبلاغه قال له سأبلغ فوزي شاكر ليذهب إلى المطار ويتسلم الهدايا.

كيف كان الرئيس مبارك
يلحق بالشيخ زايد الى سويسرا

وكان فوزي شاكر واحدا من المقربين إلى الرئيس، وهو الذي قال عنه مبارك قبل ذلك يعمل معي موظف مسيحي هو من أقرب الناس إليَّ غير أن بدر أبو الفتوح استاء بشدة من إرسال فوزي شاكر إلى المطار لتسلم الهدايا، فقام بالاتصال بمدير مكتب الرئيس مرة أخرى وقال له إن مديرة مكتب الشيخة 'ف' اتصلت بي وطلبت أن أذهب بنفسي لتسلم الهدايا! وعندما وجد مدير مكتب الرئيس أن هناك إصرارا من اللواء بدر أبو الفتوح للذهاب إلى المطار قال له: 'اذهب وخذ معك فوزي شاكر' وذهبا بالفعل سويا لتسلم الهدايا التي أذهلت الجميع، وتم نقلها إلى قصر العروبة بسيارات الرئاسة، كان الشيخ زايد يأتي في زيارة سنوية إلى القاهرة، وبعدها يسافر إلى سويسرا مباشرة، وقد لاحظ الكثيرون أن الرئيس مبارك يسافر هو الآخر بدوره إلى سويسرا ليلحق بالشيخ، كان مبارك يصطحب معه دوماً أسرته كاملة ليقضوا بعض الأيام هناك جنباً إلى جنب مع الشيخ زايد وبعض من أفراد أسرته، وكان الشيخ زايد يمنح نجلي الرئيس كلما زاراه في سويسرا 'الشرعة' أي الحقيبة المكدسة بالأموال في كل مرة، ومن هناك يجري وضع هذه الأموال في حسابات بالبنوك الخارجية وكان أحد مستشاري الشيخ زايد المقربين ويدعى 'علي الشرفة' إماراتي متزوج من مصرية، ولديه مسكن خاص في شارع العروبة بالقرب من مسكن الرئيس مبارك وأسرته، هو الذي عهد إليه الشيخ زايد بتولي أمر جمال وعلاء مبارك وتوفير حاجتيهما من الأموال والهدايا الثمينة.
وفي أول زيارة لعلاء وجمال إلى سويسرا وبعد مقابلة الشيخ زايد والديهما أهدى الشيخ زايد إلى نجلي الرئيس ناقلة بترول حمولتها مائة ألف طن بغرض تأمين مستقبليهما بعد أن اشتكى له الرئيس من أنه يريد أن يضمن لنجليه مشروعا يحميهما من غدر الزمان!'.



zondag 27 maart 2011

عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب



تناقلت عدّة مواقع عالميّة في الأيّام الأخيرة قائمة أعدّها المفكّر الأمريكي نعوم تشومسكي واختزل فيها الطّرق التي تستعملها وسائل الإعلام العالميّة للسيطرة على الشّعوب عبر وسائل الإعلام في 10 استراتيجيّات أساسيّة. وبما أنّ نظريّة المؤامرة تلقى رواجا كبيرا لدى شبابنا فقد رأيت أنّه سيكون من الأنفع لي ولهم أن نطّلع على تحليل لمفكّر بوزن نعوم تشومسكي بدلا عن مشاهدة مقاطع الفيديو الطّفوليّة التي تنتشر على فايسبوك والتي بلغت من السّخافة حدّا يجعل ضررها أكثر من نفعها. لم أجد المقال باللغة العربيّة فرأيت أن أقوم بترجمته ونشره على المتنوشة حتّى يتسنّى لزوّارنا الاطّلاع عليه والاستفادة منه، وسأقوم إن شاء الله بترجمة بعض المقالات الأخرى كلّما سمح الوقت بذلك. أرجو لكم قراءة طيّبة.

(1) استراتيجيّة الإلهاء: هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. استراتيجيّة الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب و علم الحواسيب. "حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة. اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)
(2) ابتكر المشاكل ... ثم قدّم الحلول: هذه الطريقة تسمّى أيضا "المشكل - ردّة الفعل - الحل". في الأول نبتكر مشكلا أو "موقفا" متوقــَعا لنثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، و حتى يطالب هذاالأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها. مثلا: ترك العنف الحضري يتنامى، أو تنظيم تفجيرات دامية، حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حرّيته، أو: ابتكار أزمة مالية حتى يتمّ تقبّل التراجع على مستوى الحقوق الإجتماعية وتردّي الخدمات العمومية كشرّ لا بدّ منه.
(3) استراتيجيّة التدرّج: لكي يتم قبول اجراء غير مقبول، يكفي أن يتمّ تطبيقه بصفة تدريجيّة، مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)، على فترة تدوم 10 سنوات. وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو-اقتصاديّة الجديدة بين الثمانينات والتسعينات من القرن السابق: بطالة شاملة، هشاشة، مرونة، تعاقد خارجي ورواتب لا تضمن العيش الكريم، وهي تغييرات كانت ستؤدّي إلى ثورة لو تمّ تطبيقها دفعة واحدة. 
(4) استراتيجيّة المؤجّــَـل: وهي طريقة أخرى يتم الإلتجاء إليها من أجل اكساب القرارات المكروهة القبول وحتّى يتمّ تقديمها كدواء "مؤلم ولكنّه ضروري"، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل. قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينيّة. أوّلا لأن المجهود لن يتم بذله في الحين، وثانيا لأن الشعب له دائما ميل لأن يأمل بسذاجة أن "كل شيء سيكون أفضل في الغد"، وأنّه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل. وأخيرا، يترك كلّ هذا الوقت للشعب حتى يتعوّد على فكرة التغيير ويقبلها باستسلام عندما يحين أوانها.
(5) مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار: تستعمل غالبية الإعلانات الموجّهة لعامّة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي، وكثيرا ما تقترب من مستوى التخلّف الذهني، وكأن المشاهد طفل صغير أو معوّق ذهنيّا. كلّما حاولنا مغالطة المشاهد، كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة. لماذا؟"إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفلا في سن الثانية عشر، فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردّة فعل مجرّدة من الحسّ النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردّة فعل أو إجابة الطفل ذي الإثني عشر عاما." (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)
(6) استثارة العاطفة بدل الفكر:استثارة العاطفة هي تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي، وبالتالي الحسّ النقدي للأشخاص. كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور للاّوعي حتّى يتمّ زرعه بأفكار، رغبات، مخاوف، نزعات، أو سلوكيّات.

 (7) 
إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة: العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. "يجب أن تكون نوعيّة التّعليم المقدّم للطبقات السّفلى هي النوعيّة الأفقر، بطريقة تبقى إثرها الهوّة المعرفيّة التي تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا غير مفهومة من قبل الطّبقات السّفلى" (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)

 (8) 
تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة: تشجيع الشّعب على أن يجد أنّه من "الرّائع" أن يكون غبيّا، همجيّا و جاهلا

 (9) 
تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظنّ أنّه المسؤول الوحيد عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليّته تلك هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته. وهكذا، عوض أن يثور على النّظام الإقتصادي، يقوم بامتهان نفسه ويحس بالذنب، وهو ما يولّد دولة اكتئابيّة يكون أحد آثارها الإنغلاق وتعطيل التحرّك. ودون تحرّك لا وجود للثورة!  

(10) 
معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم: خلال الخمسين سنة الفارطة، حفرت التطوّرات العلميّة المذهلة هوّة لا تزال تتّسع بين المعارف العامّة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النّخب الحاكمة. فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب وعلم النّفس التّطبيقي، توصّل "النّظام" إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي. أصبح هذا "النّظام" قادرا على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام - في أغلب الحالات - يملك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم.


http://twitemail.com/users/138852233/211/related/167285_135572026506311_123929557670558_239532_8200048_a.jpg


الاسم(Avram Noam Chomsky) أفرام نعوم تشومسكي
الميلاد 7 ديسمبر 1928 (العمر 82)، فيلادلفيا، بنسلفانيا
المدرسة/التقليد الفلسفي اللسانيات، الفلسفة التحليلية
الحقبة فلسفة القرن العشرين / الحادي والعشرين